سها سعيد تكتب | نجاح التراكم

0 856

لدى قناعة بأن أنجح المشروعات تلك التي تكون نتاجًا تراكميًا لمحاولات متعددة غير مكتملة، وأرى أن النجاح الحقيقي أحد مترتبات التجربة والخطأ، وليس قدرات فذة على الوصول لأبعد نقطة في الحلم الوردي.

تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين لم تكن حلمًا في ذاتها، فمع الحراك السياسي الحاصل على خلفية أحداث يناير ٢٠١١ والشباب المهتم بالعمل السياسي من خلال الأحزاب أو بشكل مستقل قادرون على التواصل ولديهم من الأرصدة ما يتيح جانب من العمل المشترك، وبالتالي أيضا ليس أعظم نجاحات التنسيقية هي إيجاد المشتركات بين الضدين. ولكن تجربة التنسيقية نجحت في تطبيق التعددية منذ اللحظة الأولى وضمان الاستمرارية لفترات أطول بأدوات أبعد ما تكون عن مخاطبة الأطماع الذاتية للشركاء. نجحت التنسيقية في الجمع بين رسم مسار استراتيجي مرن بالشكل الذي لا يخل بأدبيات الشراكة بين التوجهات المختلفة، وفى السياق ذاته نجحت في تصميم هيكل تنظيمي في أدائه ودبلوماسي في تناوله للمواءمات والتوازنات الداخلية بين الأعضاء.

حتى هذا النجاح كان تراكميًا، إذ إن تجربة التنسيقية لم تكن الأولى بل تلت محاولتين لم تكتمل منذ ٢٠١٣، بخلاف الجناح الشبابي لجبهة الإنقاذ الوطني وتنسيقية ٣٠ يونيو برغم أنهما ذوو طابع جبهوي في مواجهه التنظيم الإرهابي إلا أن المكون الايدولوجي كان شديد التنوع بالشكل الذي يبشر بإمكانية التشارك في مساحات أكثر اتساعًا.

لعل من الإنصاف ألا نغفل دور القيادة السياسية في التصديق على دعم التجربة الشبابية بصيغ مختلفة، فكثير من الأنظمة ادعت تبنى دعم تمكين الشباب دون ترجمة إجرائية لذلك، ولكن القيادة السياسية للجمهورية الجديدة اجتهدت في إعداد مشروع شبابي متكامل تنفيذيًا وتشريعيًا مؤكدة على تبنى مشروع تمكين الشباب بل وحمايته من الفشل أو الإفشال.

* سها سعيد ، عضو مجلس الشيوخ، تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.