إبراهيم العجمي يكتب | ثورة اللواء الأبيض ووحدة وادي النيل

0

أصبح التراشق بالالفاظ بين الشباب، حديث السن خصوصًا، من مختلف الدول العربية علي خلفية أية أحداث تظهر علي السطح من حين للاخر أمرًا للاسف معتاد، احزن ويصيبني الإحباط كالكثير من متابعي وسائل التواصل الاجتماعي وخصوصاً عندما يشارك من أظنهم من أصحاب العقول الثقافة فيمثل تلك النوعية من البذاءات والفتن.
ولذلك قررت أن أخصص بعض مقالاتي لأذكر نفسي والشباب العربي بتضحيات أبناء وطننا الأكبر الوطن العربي من أجل بعضهم البعض في زمان لميكن يفرقهم عن بعضهم حدود أو شعارات أو نعرات عنصرية وقبلية كالجاهلية الأولي، وخصوصاً أن في تاريخنا المشترك الكثير من مداعة الفخر التي تجمعنا أكثر مما تفرقنا. وابدا بالعلاقة المصرية السودانية التي تضرب جذورها في أعماق التاريخ وحتى ما قبل التاريخ، والحديث عن العلاقات المصرية السودانية نحن فى حاجة إلى مجلدات ولكني سوف اكتفي بصفحة من هذا التاريخ وهي صفحة بطولة وطنية تجسدت فى اللواء الابيض.بدأ هذا الحراك السوداني يخرج للنور بعد ما استغلت الحكومة البريطانية حادث مقتل السردار المصري فلم تكتف بسحب الجيش المصرى من السودان، لكنها طردت كل الموظفين المصريين، وكانت خطة الاحتلال منذ البداية أن تفصل بين مصروالسودان وشمال السودان و جنوبها ثقافياً وادارياً، ولكن مجموعة من الوطنيين السودانيين الراغبين فى وحدة وادي النيل وقفوا عائقا أمام خطة الانجليز، حيث قاموا بتأسيس جمعية سرية أطلقوا عليها جمعية الاتحاد السوداني هدفها مقاومة مساعي الإنجليز في فصل السودان عن مصر، وعملت الجمعية على مقاومة السياسة البريطانية من أجل التحرر من نفوذهم وإقامة اتحاد دائم مع مصر. وكانت تلك الجمعية هي النواة التي خرج منها جمعية اللواء الأبيض منها وفي مايو 1924، وانتشرت لها بنهاية الشهر نفسه عدة فروع في مختلف مدن السودان الشمالية، لتكون نواة حركة الوطنية من أجل عودة وحدة وادي النيل.
أحدثكم اليوم عن احد بطولات اللواء الأبيض وهم البطل الشهيدالملازم عبد الفضيل الماظ من أبناء السودان الشقيق الذي تصدى مع رفاقه الضباط السودانيين وهم الضباط وحسن فضل المولى، وثابت عبد الرحيم، وعلى البنا، ومحمد سليمان أثناء محاولة التصدي للقوات الانجليزية التي تحاصر القوات المصرية بالقرب من كبرى النيل الأزرق بمدينة الخرطوم. وعندها نشب قتال بين الفرقتين استمر من مساء يوم الخميس27 نوفمبر 1924 وحتى نهار يوم الجمعة 28 من الشهر ذاته، وعندما أدرك جنود الفرقة السودانية قرب نفاذ ذخيرتهم واستحالة وجود دعم خارجي لهم تفرقوا وانسحب عبد الفضيل وحده إلى مبنى المستشفى العسكري القريب من منطقة القتال واستولى على مخزن السلاح التابع للمستشفى وأخذ منه ما يستطيع حمله من ذخيرة واعتلى مبنى المستشفى حيث قام بضرب الجنود الإنجليز بمدفعه من طراز الماكسيم.
حاصر الإنجليز مبنى المستشفى وبدأوا في تبادل النيران معه ولم يتمكنوا من القضاء عليه إلا بعد أن قاموا بضرب المستشفى بالمدافع الثقيلة حيث تمدك الموقع وانتهت المعركة بتكبيد القوات الانجليزية خسائر فادحة وقاوم الماظ حتى لاقى ربة شهيداً تحت الأنقاض وهو يحمل سلاحه وعمره الثامنة والعشرين، وظلت مقاومة اللواء الأبيض مكتوبة بتاريخ من نور في تاريخ المقاومة المصرية السودانية للاحتلال الإنجليزي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.