إبراهيم العجمي يكتب | سياسة الجزرة
جمعتني الصدفة بلقاء بعض الزملاء في العمل السياسي الحزبي أثناء التخطيط لجذب مزيد من الشباب في المستقبل القريب ليكونوا كوادر وقواعد للحزب في محافظات مختلفة،وبدأ التفكير في سياسة الجزرة المستمدة من المثل الشهير سياسة العصا والجزرة، ولكن يبدوا أن الزملاء تجاهلوا سهوا أو عن عمد أن تلك السياسة وذلك المثل كان يضرب علي الحمار أو ما شابه!.
وهذه وجهه نظري ببساط فـ سياسة العصا والجزرة لن تنتج ابدأ كوادر حزبية تملك وعي سياسي، فطرق بناء الكادر السياسي المتشبع بـايدلوجيا الكيان او المستعد للوقوف خلف قياداته ودعم مشروعة تحتاج لسلسلة طويلة من التدريب والتثقيف وبناء الوعي السياسي واثقال المهارات الاجتماعية والفنية حتى يكون هذا الكارد قادر فى النهاية للوقوف أمام حشد من الجمهور في مجتمعه يحمل إليه مما يؤمن به من أفكار ومشروع.
علي الجانب الآخر سياسة الجزرة اتبعها الحزب الوطني المنحل في مرحلة طويلة ومملة من تاريخ الحياة السياسية المصرية المعاصرة وكانت النتيجة أنه عند قيام ثورة يناير من جيل من الشباب المشبع بافكار واحلام التغير،لم يصمد أمامهم الشباب الباحث عن رحلات الشباب والرياضة وخلافه من المميزات التي احتكرها الحزب المنحل لأعضائه كوسائل لجذب للشباب، في المقابل جرفت تلك السياسة عقول الشباب من القيم والمعاني والأهداف النبيلة التي من المفترض أن تحملها تلك الأجيال الشابة في العمل العام ومازالت تداعيات تلك المرحلة مستمرة.
أحد نتائج تلك المرحلة هو غياب جيل الوسط بين جيل السبعينات و الجيل الحالي الذي بدأ مؤخراً يفرض نفسه على الساحة السياسية هي تلك السياسة المزيفة التي لم تنتج كوادر قادرة علي بحث البدائل وطرح الأفكار والحلول للمشاكل والأزمات التي يعاني منها المجتمع مما انعكس على حياة سياسية مزدحمة بالنشطاء و لكنها مقتصرة علي عدد قليل جداً من الكوادر التي تملك من الكفاءة ما يؤهلها أن تصبح قيادات تتحمل المسؤولية السياسية متقبلاً.
وجود كادر سياسي حزبي اليوم هو قيادة سياسية رشيدة غداً، وقد يكون إيذانا بانتهاء عصر حكومات التكنوقراطية التي تفتقد لرؤية سياسية وايدلوجيا وتوجهات موحدة لحكومات ذات رؤية سياسية و لديها من الكفاءة والحلول ما يمكنها للعبور بمصر للجمهورية المصرية الجديد بحجم طموحات وأحلام شعبها ورؤية قيادتها.