إبراهيم رمضان يكتب | بريكس .. تعاون استراتيجي يقوده العرب

0 168

شهدت قمة “بريكس” لعام 2023، التي عُقِدَت في مدينة جوهانسبرج بجنوب إفريقيا، توسيعًا تاريخيًا في قاعدة أعضائها، حيث تم دعوة دول عربية مميزة للانضمام إلى هذا التكتل الاقتصادي القوي. بينما كانت هذه القمة تحمل رقمًا توحي بالتاريخ، الخامسة عشرة، إلا أنها ستبقى محفورة في الذاكرة الدولية بسبب تداعياتها الإيجابية والتأثير الكبير الذي ستكون له على التعاون الاقتصادي العالمي.
في خطوة استراتيجية مفصلية، انضمت دول عربية بارزة إلى قمة “بريكس”، تجمع البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا. وقد تضاف إلى قاعدة الأعضاء الجديدة الإمارات والسعودية ومصر، حيث تمثل هذه الدول أهمية استراتيجية واقتصادية على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
إن هذا الانضمام يمثل خطوة هامة نحو تعزيز التعاون والتنمية المستدامة على الصعيد الدولي. حيث يضم “بريكس” دولًا تمتلك قدرات اقتصادية كبيرة وتحظى بتنمية سريعة، وبالتالي فإن تعزيز التعاون مع الدول العربية يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة للتبادل التجاري وتطوير العلاقات الاقتصادية.
توفر قدرات “بريكس” الاقتصادية القوية فرصًا كبيرة للدول العربية الجديدة لتحقيق التوسع والتنمية. علاوة على ذلك، يعمل أعضاء “بريكس” على تطوير أنظمة دفع بديلة وإنشاء عملة رقمية مشتركة. وهذا التحول المحتمل في وسائل التبادل المالي يمكن أن يقلل من الاعتماد على الدولار الأمريكي ويعزز استخدام العملات المحلية في التجارة البينية. وبهذا يصبح للدول العربية عضوية في “بريكس” مزيدًا من الأهمية في تحقيق استقرارها المالي والاقتصادي.
تحمل عضوية مصر في “بريكس” فرصًا متعددة للتوسع في مجال الاستثمارات وتحقيق التنمية المستدامة. فدول التكتل تمتلك احتياطيات ضخمة من النقد الأجنبي، وهذا يمكن أن يساهم في تنويع مصادر تمويل مصر وتعزيز استقرارها المالي.
فيما يتعلق بالعلاقات التجارية، من المتوقع أن يشهد الانضمام لـ “بريكس” تعزيزًا كبيرًا في التبادل التجاري بين مصر والدول الأعضاء. سيُسهم ذلك في توسيع نطاق صادرات مصر وزيادة الفرص المتاحة للاستفادة من الأسواق المتنوعة.
ختاماً، يعد انضمام الدول العربية إلى “بريكس” خطوة استراتيجية مهمة تعكس التزامها بتعزيز التعاون الدولي وتحقيق التنمية المستدامة. من المتوقع أن تكون هذه الخطوة لها تأثيرات إيجابية كبيرة على الاقتصادات الوطنية وتعزيز التبادل التجاري على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.