إبراهيم محمد جبريل يكتب | الغزو الفكري وغسيل الدماغ

0

عرف الفكر الإنساني عمليات غسيل الدماغ منذ أقدم العصور، لكن لم تصل إلى المرحلة التي وصلت إليها في الوقت الراهن، لتقدم العلوم والدراسات والنظريات المختلفة على أسس علمية، تثير وتؤثر على سلوك الأفراد والمجتمع، حيث تطرق الباحث إلى تعريف الغزو الفكري لغة واصطلاحا مع ذكر تعريفات الباحثين في مجال الغزو الفكري، وهي هجمات فكرية متلاحقة ذات صلة بتاريخ المسلمين وحاضرهم، ونزع الرحمة والإنسانية من العقول، وتطرح الغزو الفكري أفكارا مزيفة لتغيير نفسيات الأفراد والمجتمع، وقد انطلقت من البلاد الأجنبية شرقية أو غربية بعيدة عن العمل العسكري المسلح، وتتراوح أهدافهم بين الدعاية والترويج لفكرة معينة أو إزالة الاتجاهات والقيم والمعتقدات، لتثبيت هدف آخر بدل الأول.
يرجع كثير من الباحثين أن ملك فرنسا لويس التاسع ـ المذكور ـ وضع خيوط المؤامرة الفكرية الجديدة على الإسلام، ولخصها في الأمور التالية:
1- تحويل الحملات الصليبية العسكرية إلى حملات صليبية سلمية تستهدف ذات الغرض، لا فرق بين الحملتين إلا من حيث نوع السلاح الذي يُستخدم في المعركة.
2- تجنيد المبشرين الغربيين في معركة سلمية لمحاربة الإسلام ووقف إنتشاره، ثم القضاء عليه معنويًا.
3- العمل على استخدام مسيحي الشرق في تنفيذ سياسة الغرب.
4- العمل على إنشاء قاعدة للغرب في قلب الشرق الإسلامي يتخذها الغرب نقطة ارتكاز لقواته الحربية، ولدعوته السياسية والدينية.
سار الأوربيون بالفعل في طريق تنفيذ وصية لويس حيث أعدوا جيوشًا من المستشرقين الذين قاموا بحركة تشويه للإسلام بهدف تشكيك المسلمين فيه، بالإضافة إلى ما قاموا به من تمزيق وحدة العالم الإسلامي عن طريق إشاعة النعرات العصبية في العالم الإسلامي.
الغزو الفكري هو الأسلوب الجديد في مواجهة الإسلام، وهو أسلوب الغزو الفكري الذي يفوق بعشرات المراحل أسلوب الغزو العسكري، ذلك أنه يمتاز بما يأتي:
1- الخداع: فالعدو من خلال هذا الغزو لا يقف أمامك عياناً بياناً بل هو متخفي يأتيك من وراء حجاب ويداهمك بدون شعور منك، قد يأتيك في صورة مقال جذاب، أو كتاب بغلاف براق، أو برنامج إذاعي أو تلفزوني، أو فيلم، أو مسلسل، بل إنه قد يأتيك من خلال واحد من أبناء جلدتك ووطنك، بل ودينك أحياناً.
2- الخطورة: الغزو الفكري أخطر بكثير من الغزو العسكري، لأنه عميق التأثير في الشعوب المغزوة، إذ يمتد تأثيره عشرات بل مئات السنين أحياناً، والشعب الذي يُحارب بالغزو الفكري يتصرف بمحض اقتناعه هو كما يريد الغازي.
3- عدم وجود المشقة: فالغزو الفكري سهل وبسيط، وأقل تكلفة من الغزو العسكري الذي يكلف كثيراً من الدماء والطاقات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.