إكرام الراوي يكتب | رحلة كبار السن

0

بالرغم من اني تقدمت في العمر الا انني مازلت اعيش بروح العشرين وافكر بنفس الطريقه فيما يتعلق باستمتاعي بالحياة. لقد اصابتني الكآبة وأنا التقي بالمجموعه المسافره معي في رحلتي الى تشيكوسلوفاكيا؛ فقد كان جميع المسافرين من اعمار مابين 75-87 عام رجالا ونساء باستثناءي انا وزوجي واربعه اشخاص اثنان اخوه في الثلاثينيات جاءا برفقه والديهما ليساعدانه في الحركه فقد كان يجلس علىً مقعد متحرك والاخران في الاربعينيات من عمرهما
اما باقي المسافرين فكان بينهم من يصعب عليه السير ويستعين في ذلك بعصا ، او عربه تساعده في الحركه وقد غطت وجوههم خطوط تقدم العمر وروسهم الشعر الابيض واخرين متخلفين عقلياومتوحدون
الغريب في ذلك ترى اشخاص بهذه الاعمار والاعاقات التي يمتلكونها يعشقون الحياه وتحملوا عناء الرحله التي تعدت الالف والخمسماءه كيلومتر ، في رحله الحافله التي عبرت المانيا ذات المساحات الشاسعه ، دون ان تسمع تذمرا او شكوى بسبب صعوبه الحركه او السمع ،في حين ترى في مجتمعاتنا العربيه ما ان يبلغ احدهم الخمسين حتى تبدا رحله الامراض والشكوى من صعوبه الحركه ، كل ذلك بسبب انظمتنا الغذائيه السيئه وقله الحركه وادمان مشاهده التلفاز والكابه والياس والفقر الذي يصيب نسبه كبيره من شعبنا العربي ، فضلا عن النظام الصحي السيء والتلوث البيءي الكبير الذي يغطي اجواء المنطقه العربيه ، والمبالغه بالحزن والقلق حول ابسط الاشياء ، بالاضافة الى حالة الانتقاد السيئه التي يتعرض لها الفرد عندما يتقدم في العمر اذ تحرم عليه العادات والتقاليد العربيه الاستمتاع بالحياة بالرغم من ان هذا لايسيء لاحد .
أما في المجتمع الغربي فترى إن سن الشيخوخة يبدا في السبعين من العمر ، وترى ان الفرد يبدا الاستمتاع بالحياه بعد ان تنتهي مده خدمته ، اذ يكون قد انتهى دوره في العمل وفي تربيه ابناءه الذين اصبحوا قادرين على تحمل مسؤولياتهم بانفسهم ، وبالرغم من ان البعض من كبار السن هولاء قد يصاب ببعض الامراض الا انها لا تجعل منه عاجزا وتنهي حياته بل على العكس يا هو يعمل كل ما بوسعه للانتصار على المرض وان يعيش حياة طبيعيه يوميه ، ويستمتع بوقته في الرحلات او زياره الاماكن الترفيهيه ، او تناول الطعام في الخارج الخ من النشاطات الاجتماعيه
قد يعلق البعض على هذا ، ويقول هم غربيون يختلفون عنا ، ترى السنا نحن جميعا بشرا مالذي يجعلهم يختلفون عنا لا شي سوى طريقه حياتهم التي اغرقت الاف منهم بالامراض الجسديه والنفسيه بتضحياتهم الكبيره من اجل العمل وتربيه الابناء والاهتمام بافراد العاءله الاخرين
لابد من تغيير طريقه حياتنا ، لابد من ان نتعلم كيف نستمتع بحياتنا بشكل صحي ، ونمارس حرياتنا الشخصيه بدون ان نضر بحريات الاخرين ، وعلى الجميع ان يحترم تلك الحريات والخصوصيات ، ويشجع كبار السن على الاستمتاع بحياتهم مكافاه لانفسهم وعرفانا بدورهم العظيم الذي لعبوه في حياتهم من اجلنا ومن اجل ابناءنا ، وتوفير الظروف المناسبه لذلك ، فالحياه جميله وتستحق ان نحياها بفرح ومتعه وسعاده ليس فقط عندما نكون شبابا بل في كل الاعمار وحتى اخر يوم في حياتنا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.