حسين عبدربه يكتب | الشباب… بين التقليد والتقاليد

0

التقليد هو إتباع الإنسان لغيره سواء في القول أو الفعل دون الاهتمام إن كان موضوع التقليد مناسب أم لا. أما التقاليد فهي نمط من السلوك المستمر سواء كان أعراف أو عادات تتوارثها الأجيال عبر عقود.
بدأت منذ سنوات ملامح التقليد تطغى في مجتمعنا وخاصةً في فئة الشباب، واللافت أن التقليد في أغلبه لا يلائم مجتمعنا، ولا شك أن ظهور التكنولوجيا بشتى صورها وكثرة مواقع التواصل الاجتماعي قد سهلت الحياة بصورة أكبر وطورت من التفكير؛ لكن لكل شيء جانبه الإيجابي وجانبه السلبي، والمعضلة هنا تكمُن في الجانب السلبي الذي يطغى وهو الأكثر شيوعًا، وللأسف أكثر الفئات التي تنجذب لكل ماهو جديد هى فئة الشباب أو فئة من الشباب (محبي صيحات الموضة الغربية) تنجذب لكل ثقافة غربية تختلف عن ثقافة مجتمعنا العربي، فنجد أنه قد ترسخ في عقول البعض مفهوم (الحرية المُطلقة) التي قد تضر بعقول الشباب لأن مفهومها يختلف من بلد إلى بلد ومن مجتمع إلى آخر.
فئة الشباب هذه للأسف تلتفت إلى كل ماهو جديد تراه على وسائل التواصل بشتى أشكالها، وماهو جديد يكون أحيانًا قصات شعر غريبة وصبغات مختلفة حينما تراها تتعجب منها فتتساءل إن كانت تعود إلى عصور ماقبل التاريخ، وتقليد مايسمى موضة الملابس الحديثة وهي في حقيقة الأمر ليست سوى أشكال من الملابس المهترئة أحيانًا والغير ملائمة على الجسد، وأيضًا بعض من الأقراط المعدنية التي توضع في الوجه، فهل هذه الأشكال من الموضة هي التطور الذي يراه الشباب؟، وهنا الحديث عن أشكال التغيير المظهرية.
حينما تتحدث مع من يفعلون هذه الأشياء تكون الإجابة انها أحدث صيحات الموضة العالمية، فلماذا تتخذ فئة الشباب (محبي صيحات الموضة الغربية) تلك الأشكال من الموضة ولا يلتفتون لما يفيد من أشكال التكنولوجيا والبرمجة والكتابة والفن والثقافة بشتى صورها؟ ولماذا لا تنظر هذه الفئة بمنظور آخر للتطور بعيدًا عن أشكال الصيحات الغريبة واستبدالها بأشكال جديدة من الموضة الملائمة ومن التفكير المنطقي المفيد؟
مجتمعنا مجتمع حضارة وقيم متوارثة تختلف عن المجتمعات الحديثة أو حديثة التحضر. فمجتمع الحضارة الذي له تاريخ طويل مرت عليه مئات السنين فترسخت فيه المفاهيم والقيم وله من التراث الإنساني والحضاري والفني الكثير الذي ينظر له العالم إلي يومنا بإنبهار، على عكس الدول حديثة العهد التي تُسيطر عليها فكرة الحرية المُطلقة والتي تظهر فيها أشكال عديدة من الثقافة الحديثة، التي تليق بتلك المجتمعات دون غيرها… نحن أساس القيم والعادات، أعتقد أن الأشكال والأفكار الغريبة من صيحات الموضة لا تليق بمجتمعنا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.