خيرت ضرغام يكتب | بين المجتمع والأخلاق

0

لم أنس وقت الطفولة واللعب والمرح وكان الطموح هو أن أشتري كرة للعب أو ساعة يد أو دراجة فكانت هذه الطموحات هي من تشغل بالنا كأطفال فى هذه المرحلة، وعندما نري ولو بالصدفة معلم من معلمين المدرسة نرتجف خوفًا ونفر من أمامه حتى لا يرانا فى موقف لعب ومرح كانت التربية الأخلاقية والاحترام المتبادل وهو ما يسمي بالخوف إحترامًا لهيبة وشخصية أساتذتنا الذين تتلمذنا على أيديهم فكان لهم كل الاحترام والتقدير.
حتى الآن نتقابل فيكون الاحترام ونفتخر بأن الأستاذ فلان كان معلمي فى المرحلة الابتدائية أو الإعدادية إلى ان تصبح مواقف تربوية تُحكي لأبنائنا.
أصبحنا الآن فى مجتمعات بها للأسف انحرافات اخلاقية وعادات سيئة فى التربية إلى أن الانعدام الاخلاقي أصبح السمة الدارجة فى مجتمعنا الحالي، ما يحدث لأبنائنا الآن نتاج عادات وسلوكيات خاطئة نظرًا للانفتاح المجتمعي الغير اخلاقي والاستخدام السيئ والخاطئ لكل أساليب التطورات التكنولوجية.
أصبحت الأسرة مفككة الأب فى اتجاه والأم فى اتجاة، أصبح اهتمام الأسرة بالموبايل والوجهات الاجتماعية والملابس وأصبح الدور الأساسي والفعال هو تربية الأبناء شئ ثانوى وليس أساسيًا إلى أن يحدث بعد ذلك الاصطدام بالواقع عند نمو الأبناء والانحرافات الاخلاقية الناتج عن التشتت الأسري للأسرة، أصبحنا فى مجتمع الأسرة تجلس فى جلسة والجميع مشغول بالموبايل والأبناء أمام الموبايل أو التلفزيون أصبحنا فى انعزال تام عن بعضنا البعض مما يتسبب فى الانفصال الاسري وضياع الاطفال ضحايا الوالد والوالدة.
أصبح لدينا قطاع من الأبناء بلا هدف وبلا مسئولية وبلا طموح كل اهتماماته أن يكون لديه موبايل ماركة معينة وملابس بشكل متدني وحتى حلاقة الرأس بشكل غير لائق وأن يجلس على المقاهي والتى انتشرت فى الآونة الأخيرة أن الاطفال يجلسون على المقاهي وأيضًا التجمع فى الشوارع وعلى نواصي الطرق لمعاكسة الفتيات، أصبحنا مقلدون لعادات وسلوكيات متدنية جدًا .
أبتعدنا عن العادات والتقاليد التى تربينا عليها ونشأنا وتجملنا المسئولية وتخلينا عن القيم الدينية والإسلامية والأصول والقيم السليمة وأصبحنا نتفاخر بالفاحشة، إلى أن وصلنا فى القرى والأرياف التى كانت تتمتع بالتمسك بالقيم والعادات والتقاليد السليمة أصبحنا أكثر انحرافا وللأسف كل ما سبق كان يعبر عن واقعنا الآن . إلى أن أصبحت الأخلاق منعدمة وصلنا للقتل والتشاجر لأتفه الأسباب ولعدم احترام الآخر إلى أن زادت فى الفترة الأخيرة حالات التشاجر بين الشباب ووصلت للقتل وكل هذا بسبب الانحرافات الاخلاقية وعدم التنشئة الأسرية السليمة والابتعاد عن القيم الدينية.
رسالة لكل الأسرة: اهتموا بأبنائكم فلذات أكبادكم فهم أمانة فى أعناقكم والرجوع إلى القيم والتربية السليمة والعودة إلى الماضي ونعود كيف كنا فى نشأتنا وكيف تربينا إلى أن أصبحنا لما هو الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.