دينا سمير بخيت تكتب | حقوق الإنسان .. فرص وتحديات
أسفرت ويلات الحروب العالمية بالقرن العشرين عن نتائج وخيمة على الإنسانية جمعاء من إزهاق لأرواح البشر وهدر لكرامتهم، مما دفع الدول للبحث في مسألة حقوق الإنسان، وضرورة وضع مبادئ ومعايير تضمن حقوق الإنسان، وكانت النتيجة إنشاء منظمة الأمم المتحدة في عام 1945.
كان هدف ميثاق الأمم المتحدة هو حفظ الأمن والسلم الدولي، وإنماء العلاقات الودية بالأمم وتحقيق التعاون الدولي، ومن هنا جاء دورها في تعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية جميعًا بلا تميز، بسبب الجنس أو اللغة أو الدين.
لكن السؤال الدائم هو ما هي حقوق الإنسان؟ الإجابة وبكل بساطة، هي تلك الحقوق الواجبة لكل البشر، مهما اختلفت جنسيتهم أو مكان إقامتهم، أو نوع جنسهم، أو أصلهم الوطني أو العرقي، أو لونهم أو دينهم أو لغتهم، أو أي شيء آخر، لذلك يحق لنا جميعًا الحصول على حقوقنا الإنسانية علي قدم المساواة وبدون تمييز، وكل هذه الحقوق مترابطة وغير قابلة للتجزئة.
لك أن تتخيل معي ما حققته مصر خلال السنوات الماضية من إنجازات وطنية مهمة في مجال حقوق الإنسان على المستويات التشريعية والتنفيذية والمؤسسية، فحماية حقوق الإنسان هي عملية مستمرة وتراكمية الأثر ولا تظهر نتائجها إلا بشكل متدرج، ومهما بُذل من جهد أو تحقيق من إنجاز في هذا المجال، فإنه يبقي قاصرًا على بلوغ الكمال، وتظل دائمًا هناك تحديات تتعلق بتمتع الجميع بحقوقهم وحرياتهم الأساسية، وعلى نحو متساوٍ وهو الأمر الذي يستلزم بذل المزيد من الجهد للتغلب على التحديات المتراكمة والتصدي لأوجه النقص القائمة.
رأت مصر ضرورة وأهمية إطلاق ما يعرف بوثيقة حقوق الإنسان التي تعد أول استراتيجية وطنية متكاملة لحقوق الإنسان في مصر، وهي تُبني على التقدم الفعلي المحرز، كما تأخذ في اعتبارها ما يفرضه السياق الوطني من فرص وتحديات، فإن إطلاق هذه الاستراتيجية تمثل ترجمة لقناعة وطنية ذاتية بضرورة اعتماد مقاربة شاملة وجدية لتعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية، وهي مقاربة تتسم بوضوح الرؤية والتوجه الاستراتيجي في التحقيق.
في النهاية عزيزي القارئ فإنه من الواجب الوطني والمسئولية أمام التاريخ، مواصلة العمل الجاد لإعمال كل الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية على نحو يكفل المساواة وتكافؤ الفرص للجميع.
* دينا سمير بخيت، عضو تنسيقية شباب الاحزاب والسياسيين