وليد عبد العزيز يكتب | القادرون باختلاف وجبر الخواطر

0 551

كشفت احتفالية “قادرون باختلاف” عن الكثير من الأمور، لن أتحدث عن القرارات التي أتخذها الرئيس لصالح ذوي الهمم، ولكن استوقفتني فكرة إنشاء صندوق تحت مسمى “قادرون”. أعتقد أنها فكرة عظيمة تجبر خاطر أولادنا وأخوتنا. دموع الفرح ودموع الحب التي ظهرت على وجوه الجميع خلال الاحتفالية تؤكد أننا مازلنا نتأثر بأحوال غيرنا، ودائما ما نسعى إلى الخير. مشهد الاحتفالية العظيمة بالأطفال والشباب من ذوي الهمم يؤكد أن مصر دولة عظيمة.

أعتقد أنه حان الوقت لأن تختفي نغمة التنمر من حياتنا، وأن نشعر جميعًا بأن من شاهدناهم على شاشات التلفاز وغيرهم من ذوي الهمم هم أولادنا، وعلينا أن نمد أيدينا لهم في كل وقت ولو بالكلمة الطيبة. نماذج الأطفال التي شاركت في الاحتفالية لم تصل إلى هذا المستوى بالصدفة. شاهدنا الأبطال والمواهب ولكننا لم نشاهد من صنع هؤلاء الأبطال وهما الأم والأب.

من المؤكد أن هناك جهدًا كبيرًا بُذل للوصول بهؤلاء إلى هذه المرحلة، والجميل هو الشعور بالأطفال ووصفهم بالكنز، وكذلك الإحساس بحجم معاناة الأسرة التي تقوم بتربية الأطفال من ذوي الهمم. الاحتفالية كانت ملحمة مصرية وطنية إنسانية جعلت كل أسرة مصرية تعيد حساباتها في النظر والتعامل مع ذوي الهمم لأن الأقدار قد تضع البعض منا في طريق هؤلاء.

التعامل بإنسانية وحب مع هؤلاء الأطفال يجعلنا ننتقل إلى خانة جابري الخواطر وهي بفضل الله الأكثر أجرا عند رب العباد. أتمنى أن يتكاتف الجميع وأن نتقدم للمساهمة في صندوق قادرون لأننا سنساهم في رفع المعاناة عن فئات كثيرة صمدت وتحملت الصعاب لتواصل الاندماج في المجتمع، ولذا وجب على الجميع المشاركة لإدخال البهجة والسعادة على هؤلاء الأطفال، لأن مطالبهم كثيرة ومشروعة وتحتاج إلى تظافر الجهود المخلصة لأبناء الوطن، لنحقق التكافل الاجتماعي بالمفهوم الحقيقي.

شكرا للرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي يثبت كل يوم أنه رئيس إنسان يستحق حب وثقة الشعب. وشكرا لكل أسرة مصرية صمدت ونجحت في تربية الأبناء من ذوي الهمم. وأتمنى أن تكون احتفالية العام القادم إن شاء الله بداية مرحلة جديدة لاندماج هؤلاء الأطفال والشباب بصورة أكبر في المجتمع، خاصة وأن التوجيهات للحكومة كانت واضحة، وأهمها وضع كل المطالب التي خرجت من الاحتفالية موضع اهتمام خلال تنفيذ مبادرة حياة كريمة. شكرًا لكنوز مصر الذين منحونا الفرصة لنعيد حسابتنا مع أنفسنا في النظر إلى ذوى الهمم.. دعونا نستكمل مشوار البناء والعطاء وقبول الآخر.. وتحيا مصر.

* وليد عبد العزيز، مدير تحرير جريدة الأخبار، عضو الهيئة الوطنية للصحافة

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.