د. أميرة الطاهر تكتب | الإنصاف الرياضي

0

تابعت بكل فخر خلال الأسابيع القليلة الماضية ما حققه أبطالنا من انجازات متنوعة في مختلف الألعاب الرياضية اقليميا ودوليا. رأيت علم مصر يعلو اعلام كبرى الدول، وانغام النشيد الوطني تعزف في أعرق المحافل الدولية.
حقق أبطالنا خلال الاسابيع القليلة الماضية إنجازات غير مسبوقة منها علي سبيل المثال لا الحصر فازت مصر ببطولة العالم للاسكواش فرق رجال للمرة الثالثة علي التوالي والسادسة تاريخيا لتكون مصر أول بلد عربي وافريقي يحقق هذا الانجاز، الي جانب السيطرة المصرية الكاملة علي معظم بطولات الاسكواش الدولية. وفاز فريق الشرقية للهوكي ببطولة افريقيا للمرة ٢٧ في تاريخه ليدخل موسوعة جينز للارقام القياسية كأكثر فريق محققا للأرقام القارية في الهوكي.
كما توج منتخب مصر لكرة السلة تحت سن ١٧ سنة بطلا لأفريقيا ليحجز لنفسه مقعدا في بطولة العالم ٢٠٢٤، وسيطر منتخب مصر للخماسي الحديث علي منصة التتويج في بطولة فرنسا المفتوحة، وحصلت مصر على الميدالية الذهبية في كأس العالم لسلاح سيف المبارزة تحت سن ٢٠ عاما. كل هذه الانجازات واغلب الشعب للمصري لا يعرف عنها شيئا ليفخر بها و بأبطالها فوسائل الاعلام المصرية لاتعطي هذه الانجازات حقها.
ألم يعد الوقت مناسبا لكي تنال هذه الالعاب حقها الكامل في الاهتمام والترويج والدعاية؟ أليس من حق أبطالها أن يفخر بهم كل مصري، خاصة وان الكثير منهم يحتلون صدارة التصنيف العالمي في العديد من الألعاب، ويدرك العالم بالخارج قيمتهم وتنهال عليهم عروض التجنيس.
الحقيقة ان هناك حالة من عدم الانصاف الرياضي في مصر، وخير دليل علي ذلك ما يحدث مع منتخبا مصر لكرة اليد وكرة القدم اللذان يشاركان في بطولة الأمم الافريقية. حيث يمكننا ملاحظة حجم الاهتمام والدعايا والترويج الذي يحدث مع منتخبنا الوطني لكرة القدم في مقابل ما يحدث مع منتخبنا الوطني لكرة اليد،رغم انجازاتهم الكبيرة في البطولات الدولية و اخرها حصولهم علي المركز السابع في بطولة العالم، ورغم ان البطولة تقام في مصر إلا أن التغطية الاعلامية والحضور الجماهيري ضعيف جدا.
أتمني ان تحظي كرة اليد وغيرها من الألعاب بالقدر الكافي من الاهتمام ماديا ودعائيا لنجد الجمهور المصري يلتف حول الشاشات وفي المدرجات ليشجع ابطال بلاده ليس فقط في كرة القدم ولكن في جميع الالعاب. كما أتمنى أن ينال أبطال مصر الاهتمام الذي يستحقونه، فلا يضطرون للهرب للخارج بحثًا عن هذا الاهتمام.
ليس المقصود هنا التقليل من قيمة كرة القدم كلعبة شعبية يقدرها الجميع بقدر الدعوة لانصاف الالعاب الاخري وأبطالها. بلا شك انه لم يكن بمقدور هؤلاء الابطال تحقيق ما حققوه دون دعم الدولة بمؤسساتها المختلفة لهم، لكن مازال هناك الكثير الذي يمكن ان تقدمه الدولة لهم ليس فقط ماديا فقط وانما معنويا ايضا فهم خير قدوة يحتذي بها الاجيال القادمة. فنموذج محمد صلاح موجود في كل الألعاب ينقصه فقط الترويج والاهتمام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.