محمود الحجاوي يكتب | الألعاب الإلكترونية وحروب الجيل الرابع

0 193

نعيش اليوم ثورة تقنية هائلة ثورة تقنية دخلت منازلنا وأصبحت جزءا من حياتنا وشاركتنا في تربية أبنائنا وشكلت في بعض الأحيان ثقافتنا وأفرزت لنا كل يوم إفرازات جديدة ولا يخفى على كل عاقل طالب للحق أن بعض تلك البرامج التقنية برامجُ موجهة وأنها تخدم أجندة سياسية أو فكرية أو دينية والغالب على الناس هو عدم التمييز بين الغث والسمينوبين النافع والضار خاصة من فئة الأطفال والشباب الأغراروهذا ما نسميه فى عصرنا هذا بحروب الجيل الرابع.
فى عالمنا نحن نلهث وراء كل جديد في عالم التقنية نبحث عنه في كل مكان وندفع لأجله أغلى الأثمان وقليل منا من يحتاط ويتروى ويتأمل في المصالح والمفاسد. إن من أخطر ما قذفت به التقنية الحديثة اليوم تلك الألعاب الإلكترونية التلفزيونية، ألعاب أشغلت الصغار بل ربما الكبار وزاد استخدامه بمعدلات ضخمة تستوعب ما يقرب من ثلاثة ملايين لعبة إلكترونية في العام الواحد.
بدأ العمل في صناعة الألعاب الإلكترونية في القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين لكن على نطاق محدود إلا أن تداول شبكة الانترنت وتقدم أجهزة التكنولوجيا ساعدت على انتشار هذه الألعاب الإلكترونية حيث بحلول عام 1981م انتشرت هذه الألعاب في مراكز الملاهي والمقاهي الإلكترونية والمنازل نتيجة لتنوع الألعاب وسهولة استخدامها بواسطة جهاز التلفاز الكمبيوتر وأصبحت الألعاب الشغل الشاغل للأطفال والشباب وتحولت من هوايات إلى حالات الإدمان.
للأسف الشديد تزايدات شعبية الألعاب الإلكترونية باستمرار وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من ثقافة الشباب في العصر الحالي ومع ذلك فإن هذا الاهتمام المتزايد قد أثار العديد من القلق والانتباه حول المخاطر المحتملة المرتبطة بهذه الألعاب فهناك بعض الإلعاب التي تشجع على العنف وتوطيد مفهوم الإلحاد حيث هناك لعبة تتمثل في الحرب مع الآلهة التي يصعد فيها الطفل للسماء لمحاربة الآلهة، مما يوطن داخل الطفل هذه الأفكار البعيدة كل البعد عن السلوك الديني القويم وعلى الجانب الصحى فقد أثبتت الإحصاءات المتخصصة أن آثار هذه الألعاب على صحة وسلوك الطفل تتوزع بين الإدمان على ممارستها وبين الإصابات المختلفة لأعضاء الجسم من تشنجات وضعف البصر والتأثير على أداء المخ وزيادة الضغط وضربات القلب وغيرها وعلى وإجتماعيا فأنها باتت وسيلة للتفكك الأسري والتقصير في بر الوالدين أو صلة الرحم وزيارة الجيران بل قد تكون وسيلة للانطوائية والأمراض النفسية مع ضياع الوقت ومن ضيع وقته فقد ضيع نفسه، ولهذا يغلب على المدمن لهذه الألعاب ضعف الثقافة وانخفاض المستوى الدراسي.
يجب الإشراف والمتابعة من الأسرة على إستخدام هذه الألعاب بشكل صحيح وفقًا للأعمار والتوجيهات اللازمة وتشجيع الأطفال والمراهقين على ممارسة الأنشطة البدنية والاجتماعية الهامة الأخرى وعليه فإن الآباء والمربين يجب أن يكونوا على دراية بهذه الألعاب التي يلعبها أطفالهم والتحقق من تصنيفها ومحتواها والتحدث مع الأطفال عن مخاطر الألعاب الإلكترونية وتشجيعهم على الحصول على وقت كافٍ للأنشطة البدنية والاجتماعية المهم الأخرى.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.