د. بسمة سعيد دسوقي تكتب : الإذاعة والمقاومة الإفريقية

1 522

اعتمدت هيئة اليونسكو يوم 13 فبراير من كل عام كيوم عالمي للإذاعة، وجاءت فكرة الاحتفال بهذا اليوم من قبل الأكاديمية الإسبانية للإذاعة، وجري تقديمها رسميًا من قبل الوفد الدائم لإسبانيا لدي اليونسكو في الدورة 187 للمجلس التنفيذي في سبتمبر 2011، ومن ثم أطلقت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الاحتفال السنوي بداية من ديسمبر 2012.

بدأ البث الإذاعي في مصر في عشرينيات القرن العشرين وكانت عبارة عن إذاعات أهلية، ثم بدأ بث الإذاعة الحكومية المصرية في 31 مايو 1934 بالاتفاق مع شركة «ماركوني»، والتي تم تمصيرها بعد ذلك.

الإذاعة المصرية إذاعة وطنية ورائدة في المنطقة بأكملها؛ فهي منارة تثقيفية وتنويرية منذ نشأتها حتى الآن، حيث قامت بدور وطني وقدمت عمالقة الفكر والنجوم في كافة المجالات وكانت صوتا للشعب المصري حيث ساهمت في معالجة الكثير من القضايا وعبرت عن آمال المصريين وطموحاتهم، فقد استطاعت الإذاعة منذ البث الأول أن ترتقي بالذوق العام وأن تكون مصدرا قويا للمعلومات وأن تصل إلى الجمهور على أوسع نطاق اما عن عصر التقنيات الحديثة لا تزال أداة اتصال قوية ومؤثرة.

في خمسينيات القرن العشرين  شهدت هذه الفترة حركات تحرر شملت معظم البلاد الإفريقية، وكانت السياسة المصرية في تلك الفترة تلتزم بمناصرة ودعم حركات التحرر عامة، وحركات التحرر العربية والأفريقية حيث نشأت في مصر عددًا من الإذاعات الموجهة إلى البلاد الأفريقية المحلية باللغتين الإنجليزية والفرنسية، فضلًا عن اللغات المحلية الأفريقية مثل الهوسا والفولاني والسواحلي، وتوافدت قيادات المقاومة الأفريقية علي القاهرة لتتمكن من توجيه قوات المقاومة عبر إذاعات القاهرة بعيدًا عن بطش قوات الاحتلال، وتحولت استديوهات الإذاعة في القاهرة إلي غرف عمليات لقيادة المقاومة ضد قوات الاحتلال الأجنبية.

لم يقتصر دور الإذاعات الموجهة علي دعم المقاومة، فامتد إلى المساهمة في دعم العلاقات الأفريقية والعربية، على أساس يضمن تقاربًا استراتيجيًا على المستوي الشعبي، واعتمدت خطة القاهرة في هذا المجال على تقديم برنامج لتعليم الشعوب الإفريقية اللغة العربية عن طريق الإذاعات الموجهة، وبالفعل تم إعداد مناهج لهذا الغرض بالاشتراك مع اليونسكو، وأصبح برنامج تعليم العربية بالراديو أحد أهم علامات النشاط الإذاعي إفريقيًا.

الإذاعة حاليًا تقوم بدور هام مشهود وملموس بالرغم من تعدد الوسائل الإعلامية التي توجد على الساحة حاليًا سواء كانت وسائل مقروءة او مرئية الا انها تظل المحور المتميز والفريد في عالم الإعلام، فالاستمتاع للإذاعة يطلق طاقات الخيال والصور لدي المتلقي.

تعليق 1
  1. احمد جبر يقول

    مقال جميل وخفيف وارجو أن يكتمل بسلسله من المقالات عن الازاعة المصرية ودورها فى كثير من المواقف المحلية والإقليمية والعالمية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.