د. خالد بدوي يكتب | من يحكم مصر؟

0

لستُ بمعزل عن الأوضاع المحيطة أو عن تراكمات أكوام الشائعات يميناً ويساراً في هذه الفترة على وجه التحديد؛ كما هو الشائع قبيل اي استحقاق انتخابي في جمهوريتنا المصرية؛ ولا شك فالحدث الاكثر زخماً هذه الأثناء هو انتخابات رئيس الجمهورية المزمع انعقادها في نهاية هذا العام وقد اعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات عن خطتها في هذا الاستحقاق
رئاسة مصر ليست وظيفة كما يحاول البعض أن يقدمونها؛ وليست هي المطمع الذي يناور من اجله اي انسان ليحظى بسطوة او سلطان او مُلك؛ لكنني ان أجدتُ الوصف سأقوم هي تلك المهمة الثقيلة والمسئولية الكبيرة وهي ايضاً السبيل للحفاظ على وحدة 100 مليون مصري ويزيد دون مصلحة شخصية او رغبة في فساد او افساد بل من وازع وطني ومصلحة وطنية خالصة
في الجمهورية الاولى قبيل ثورة يونيو 2013 عمت الفوضى أرجاء المحروسة بل وتناقلتها كافة الدول وشاع الخوف وزاد الفساد والتهديد وأظلمت المدن والقرى وجف وقود المحطات وانهارت الاسعار كمثل انهمار مياه الامطار بلا توقف وأصبحنا أضحوكة العالم بل وتلاشت المؤسسات شيئاً فشيئا الى أن اصبحت شبه دولة بخسارة ما يقرب من 400 مليار دولار على الاقل نتيجة تلك التحركات التي أدت لنجاح الاخوان في اقتناص الفرصة وركوب أمواج الغضب والسطو المسلح على كل تفصيلة في بلادنا المحروسة
وفي الجمهورية الثانية بعد ثورة يونيو 2013م لاحقتنا الحقائق التي أخفتها عنا عيون المحتالين وحاولت تزييفها لُحى المنابر وجلابيب الارهاب وراياته السوداء التي عمت أرجاء الوطن دون شفقة بنا او رحمة؛ إلى ان جاء من بعيد ذلك الرجل الذي حمل روحه على كفه وقدمها فداء لذلك الوطن وقاد ثورته المجيدة ليخلصها من كل عفن وليزيح عنها تراب الخوق ورداء الارهاب
وتلبية لرغبات ملايين المواطنين الذي احتشدوا في كل ارجاء الدنيا لتعود مصر مرة أخرى بلا رايات سوداء او أرهاب؛ واتخذت القوات المسلحة المصرية التي لم تكن لتصم آذانها عن حركة ونداء الشعب المصري ونجحت الثورة في تخليص الدولة من فك جماعة الاخوان الارهابية؛ بل وأسست لخارطة طريق نموذجية بالاشتراك مع كافة ممثلي القوى الوطنية في البيان التاريخي 3 يوليو والذي ألقاه المشير عبد الفتاح السيسي أنذاك.
استطاع هذا الرجل مواجهتنا بمشكلتنا الحقيقة وكسر حاجز الخوف في وقت ضئيل بعد ان خارت قوى الشعب ليثبته يقينه في العمل؛ ويكون زارده في رحلته نحو الجمهورية الجديدة التي نرجوها والتي عشنا فيها وجعلتنا نرى عظمتنا مرة اخرى من فوق ناطحات السحاب في العاصمة الادارية او من خلال محطة كهرباء في قعر الريف او من خلال مراكز الربط التكنولوجي في اي محافظة او حتى على طريق او كوبري داخل وخارج القاهرة الكبرى.
والآن تفتح انتخابات الرئيس ذراعيها لتحتضن رئيساً لمصر في دورة جديدة قادمة لست سنوات نحصد فيها ثمار ما قدمناه من جهد وتعب وعناء خلال تسع سنوات مضت بلا انقطاع او اجازة او راحة؛ ويأتي السؤال هنا: من يستحق حكم مصر؟
يظل الرئيس عبد الفتاح السيسي هو الحل دائماً بعد فضل الله. هذا الرجل الذي استطاع في خلال فترة حكمه ان يضعنا على طريق الاصلاح رغم صعوباته؛ واستطاع ان ينشر الامان والسلام في ارجاء الدولة؛ واستطاع ان يثبت قواعدها بمؤسسات قوية قادرة على مواجهة التحديات؛ واستطاع ان يصل لكل فلاح في قاع الريف لتوفير حياة كريمة؛ وان يصل لاغنى الناس من خلال تحسين جودة معيشتهم وطرق وصولهم لها.
لست بمعزل عن العالم لارى ان رجلاً يفني عمره وحياته لتكون امة ذات شان ولمجرد التفكير في التغيير من مجموعة من المعارضين ان يتحول اليقين بشخص الى بهتان؛ وليس بالسهولة ان تفنى الحقائق التي نراها وتزول قدم التطور لمجرد التفكير في بديل لا يستطيع احتساب احتياجاتنا في التعليم.
ان الوصول لحكم مصر هو الامر الذي قدره الله من فوق سبع سماوات؛ لكن الله ميزنا بالعقل والمنطق؛ وألف بين قلوبنا وجعانا نرى مالم نكن نحلم به في سنوات طوال.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.