د. محمد عمارة يكتب | ما لا تعرفه عن جولدا 

0

في ذكرى نصر أكتوبر العظيمة ومرور ٥٠ عاما على يوم الكرامة وإسترداد الأرض والحفاظ على العرض هل علينا فيلم يجسد السيرة الذاتية لجولدا مائير ولكن بشكل مراوغ حيث أن مؤلفه ليس إسرائيليا بل الكاتب البريطاني نيكولاس مارتن و الهدف من هذا بأن الرؤية محايدة وليست إسرائيلة. أضف إلى ذلك بأن الفيلم يحمل رسالة بأن مصر هي المعتدية وليس العكس الذي حدث بمنتهى الوحشية والغير آدمية  مخاطبا الاستعطاف بالتركيز على مرض جولدا وكم كانت محاربة للسرطان وتعمل متخذ بعض المشاهد متناسيا الجانب الأخر من جولدا حتى التي ذكرته هي في مذكراتها “حياتي”.
ولدت جولدا موشي في روسيا في ١٨٩٨ لأسرة مكونة من أب يهودي عاملا ولها من الاخوة ٧ اخوات بنتان و٥ ذكور نشأت جولدا في جو مليئ بالمشاحنات داخل الأسرة وهذا سبب لها العديد من العقد النفسية وخلق شخصية حقودة عدوانية وكان من ضمن مسببات هذه العقد أسرتها وبالاخص أختها الكبيرة شينا موشي بسبب ممارساتها العدوانية مع جولدا الا ان شينا كانت سببا رئيسيا في إلحاق جولدا بالسياسة تاركه بداخلها الميول العدوانية والاحقاد والضغائن.
بعد هجرة والد جولدا للولايات المتحدة الأمريكية وعمله بالسكة الحديد استجلب والد جولدا عائلته إلى أمريكا عام ١٩٠٦ وألتحقت جولدا بمدرسة الشارع الرابع ثم ألتحقت جولدا بتنظيم يدعى عمال صهيون مع والدها واختها شينا وهربت جولدا من البيت متجهه إلى بلدة ديمفر عام ١٩١٣ وألتحقت بمدرسة نورث سايد الثانوية وفي تلك المرحلة كان هناك تقارب ملحوظ مع الجنس الأخر مما تسبب في خلافات مع أختها شينا وتركت جولدا شقة أختها واستقلت بنفسها بعد العمل بائعة بمحل وتعرفت بشاب يهودي يدعى موريس ميرسون ثم تزوجته لاحقا وبعد انتهاء الحرب العالمية  تأسس المؤتمراليهودي الأمريكي عام ١٩١٨ وذلك تحديد موقف اليهود الأمريكين من إنشاء الدولة الصهيونية بعد وعد بلفور عام ١٩١٧ والضغط على بريطانيا وتزوجت من موريس ميرسون عام ١٩٢١ وذهبت إلى فلسطين إلى تل الربيع والتي تعرف الآن بتل أبيب بعد إستيلاء اليهود عليها وعاشت في معسكر كيبوتس ميرحافيا ورفض زوجها موريس الاستمرار في الكيبوتس وتم عمل مؤتمر لليهود لمناقشة مشاكل اليهود في الكيبوتس وتعرفت على كل من ديفيد بينجورين وليفي أشكول ومعظم من أصبحوا أشهر السياسيين في إسرائيل وانتقلت إلى القدس وانجبت كل من مناحم وسارة وهربت وتركت القدس وزوجها وأولادها وعادت إلى الكيبوتس وفي شركة تدعى سوليل بونيه واستطاعت جولدا بعمل علاقة وصولية مع صاحب الشركة ديفيد ريميز والذي دعمها بعلاقته بأن تكون رئيس نساء الهيستودروت وسافرت معه إلى تل أبيب وأضف إلى ذلك انها تعرفت على شاب فلسطيني من أصل لبناني يدعى ألبير فرعون وتطورت علاقتها بهذا الشاب إلى علاقة غرامية بمنزلها في حيفا في سرية خوفا ان يعرف زوجها والوكالة اليهودية واستمرت هذه العلاقة لسنوات بعد عشقها لألبير فرعون ولكن عند معرفة الوكالة اليهودية تم ترحيلها إلى أمريكا لجمع التبرعات لليهود المهاجرين على فلسطين وبعد سنتين من النزوات عادت إلى تل أبيب مؤسسة حزب ماباي أو العمل واستطاعت جولدا بتهجير أكثر من ١٥٠ الف مهاجر يهودي إلى فلسطين واندلعت احتاجات فلسطينية اعتراضا انه ليست من حق اليهود الهجرة لاراضيهم واصدرت بريطانيا بتقليص عدد المهاجرين اليهود وبعد صعود الحزب النازي في ألمانيا تعاظم الاعداد اليهودية المهاجرة إلى فلسطين واستطاعت جولدا بعد مقولتها لا عرب بعد اليوم ولا فلسطينين بعد اليوم من الضغط على البريطانين من توسيع حصة تقسيم فلسطين لصالح اليهود من خلال حيلة تجميع المعارضة والاتجاه الى المؤتمر الصهيوني في زيورخ ثم مؤتمر إيفان مشاكل اليهود داخل أوروبا وحرضت جولدا وبينجوريون على شن حرب شاملة والتوسع في المستوطنات واشعال الأوضاع حتى تم التقسيم إلى منح اليهود ٥٧%من الاراضي الفلسطينية ونصيب فلسطين ٤٣% وتصاعدت المقاومة الفدائية  ضد اليهود واستغلت جولدا هذا وفي عام ١٩٤٨ سافرت إلى أمريكا وجمعت ما يقرب من ٧٥ مليون دولار لتمويل السلاح والعصابات للحرب ضد العرب حتى ١٤ مايو ١٩٤٨ واعلان بينجوريون قيام دولة إسرائيل وتمت سرقة فلسطين .وفي ١٩٥٠ تم نجاح جولدا على الحصول على قرض ب ١٥مليار من الولايات المتحدة الأمريكية على ١٥ عام وذلك للبنية التحتية وقامت بتغير اسمها إلى الاسم العبري جولدا مائير في ١٩٥٦ .ووقت ان تمكنت قامت بالغدر على ديفيد بينجوريون وحاصرته بالصراعات والفضائح إلى أن أضطر لتقديم استقاله في عام ١٩٦٣ وتم ازاحته كاملا عام ١٩٦٦ وبعد نكسة يونيو أسست حزب العمل الاسرائيلي عام ١٩٦٨ والذي قدمها تلك الحزب لتكون خليفة ليفي أشكول رئيس الوزراء وتم تولى جولدا رئاسة الوزراء وتم في عهدها أبشع المجازر وعلى سبيل المثال لا الحصر بحر البقر واستمرت تلك العجوز إلى إن قامت حرب الكرامة اكتوبر ١٩٧٣ وإسترداد الأرض والحفاظ على العرض وان حرب أكتوبر ليست بالنزاع المسلح أو احتلال كما زعم الفيلم بالكذب ولكن حرب وجود ورد الحق الذي تم سرقته واحتلاله من المغتصب الصهيوني في يونيو ٦٧ .
حرب أكتوبر ١٩٧٣ لم تكن غزوا عربيا على إسرائيل وإنما رد فعل لما فعلته إسرائيل من احتلال اراضي ليست بأراضيها وتم استرداد هذه الأراضي بالحرب والسلام  فتحية لكل شهداء الوطن ومن ضحوا من أجله وكل مؤسسات الدولة الوطنية وعلى رأسها القوات المسلحة المصرية والشعب المصري العظيم الذي يقدر قيمة جيشه ومن أعماق القلب ورأس مرفوعة كل عام وقواتنا المسلحة المصرية بكل خير وعزة ونصر كل عام والقائد الأعلى للقوات المسلحة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي مرفوعا للرأس شامخا منصورا وخلفه شعبا عظيما واعيا.
وأخيرا وليس بأخر حاولت أن أقلص سرد مالايريدون أن تعرفه عن جولدا مجتهدا من التجميع من المصادر لتوضيح أن فيلم جولدا لم يكن منصفا في سرد الحياة بل مدلسا لإيهام العالم بالكذب بأن إسرائيل هي من تم الاعتداء عليها فهذا باطل وان يلعبوا على خداع العالم من خلال عمل سينمائي استعطافي كاذب بأن يلعب على الوعي الجمعي للشعوب ويشتت وعي أجيالنا الجديدة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.