رامي جلال يكتب | تمكين الدولة للمرأة وتثبيت المرأة للدولة

0

المرأة، هذا الكائن الرقيق الراقي، والتي قالوا عنها إنها أقرب الكائنات إلى الكمال، وإنها الوسط بين الرجل والملاك. يمكنها أن تصنع المعجزات: المرأة حول العالم تبهرنا دومًا رغم كل التحديات.
من نيجيريا حيث حركة “بوكو حرام” الإرهابية وحفلات شواء أجساد المسيحيين في الكنائس، برزت ثلاث نيجيريات في قائمة السيدات الأكثر تأثيرًا حول العالم، وهن: “أبيسوى أجايى”، 35 عامًا، وهى رائدة أعمال في مجال التأثير الاجتماعي وأسست جماعة غير حكومية تهتم بتعليم الفتيات الكتابة وتصميم المواقع الإلكترونية. و”بولا تينوبو”، 53 عامًا، وهى محامية تجارية أسست أول خط هاتفي مجانى لمساعدة الأطفال في نيجيريا.. و”أمينة محمد”، 59 عامًا، وهي وزيرة سابقة للبيئة في الحكومة النيجيرية، وحاليًا هي نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، وكانت مستشار الأمين العام السابق. وقد تشرفت بلقائها عدة مرات بالقاهرة وبمدينة نيويورك الأمريكية، وهي شخصية متميزة قد تكون يومًا ما أمينًا عامًا للأمم المتحدة.
من رحم معاناة الشعوب تولد قصص نجاح كبيرة، ولذلك فإن اتجهنا شرقًا سنجد أن سوريا والعراق واليمن لا تخلو من النماذج الملهمة؛ فالسورية “ديما نشاوى”، 40 عامًا، هي فنانة وقاصة مهتمة بجمع القصص الشعبية السورية وسردها لإعادة إحيائها والحفاظ عليها من الاندثار.
من العراق، نعرف “ينار محمد”، 60 عامًا، وهي رئيسة منظمة حرية المرأة في العراق، وهى تدير شبكة من الملاجئ المخصصة لإيواء الناجين من العنف والاعتداءات بالعراق، وقد ساعدت بالفعل قرابة ألف امرأة.
من اليمن لدينا “بشرى المتوكل”، 51 عامًا، وهي فنانة، ومصورة فوتوغرافية نُشرت صورها في العديد من المطبوعات العالمية، وتُعرض أعمالها في المتحف البريطاني.
شرقاً أكثر لدينا الإيرانية «شاباراك شاجاريزاده»، 45 عامًا، التي أزالت علنًا الحجاب تعبيرًا عن معارضتها للفرض الإجباري له في إيران، وهى تعيش الآن في المنفي بعد أن صدر بحقها حكم بالسجن لعشرين عامًا. وشرقًا أكثر نجد الناشطة الأفغانية “صفية وزير”، 27 عامًا، التي لجأت إلى أمريكا في سن السادسة عشرة وأصبحت أول لاجئ من أفغانستان يُنتخب ممثلًا عن ولاية نيوهمبشاير الأمريكية في الانتخابات النصفية منذ عامين.
تمكين المرأة هو إعطائها القدرة على اتخاذ القرارات الاستراتيجية التي تُكسبها قوة تمكنها من السيطرة على حياتها. ويمكن القيام بالتمكين عبر إجراءات متعددة.. في مصر، وبعيدًا عن المئات من قصص النجاح السياسي والاجتماعي، هناك بطولة نسائية مليونية، حيث إن ٣٠% من الأسر المصرية تعولها امرأة، وحوالي ٩٠% منهن أرامل فقدن عائلهن الوحيد.
مصر بدأت التحرك على طريق طويل للتمكين النسائي، تسير عليه بثبات. والمرأة المصرية العظيمة التي تساعدها الدولة في التمكين تساعد هي الدولة نفسها في التثبيت.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.