رامي جلال يكتب | منتدى شباب العالم

1

تنطلق قريبًا النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم، بمدينة شرم الشيخ المصرية. وهو حدث مصري عالمي ناجح ومهم، يجمع شباب العالم، لكن الأمر به تفاصيل مخفية.
في البدايات، لم تكن أهداف المنتديات واضحة، حتى ظن البعض أن الأمر مجرد تجميع لكتلة بشرية ضخمة بغرض تأييد النظام السياسي. لكن مع الوقت تبلور الموضوع في إطار أكثر جودة، شكلًا ومضمونًا، وأصبح للناس فرصة للإطلال السريع على عالم صناعة القرار، مع اقتراب دائرة السلطة من دائرة الحُكم، وإنتاج أفكار مهمة تنتظر للتنفيذ.
أتذكر أنه في أول منتدى كان التوجه هو دعوة الجميع، خصوصًا شباب التيارات المعارضة، ورفضت بعض الأحزاب الحضور وأصدرت بيانات رسمية بذلك. أما من حضر بالفعل ممن هم محسوبون على تيارات من يُطلق عليهم «نشطاء سياسيين» فهؤلاء خضعوا لابتزاز الأغلبية ذات الصوت العالي، وخافوا على انخفاض كمية «اللايك والشير» التي يحصلون عليها على مواقع التواصل الاجتماعي، وقدموا اعتذارات لاحقة أخذت منهم ما بقي من منطق. ومن أجل الرواج الكاذب رأيت بعيني أشخاصًا محسوبين علي الدولة المصرية يخفون تواجدهم بالمنتدى بالإعلان عبر صفحاتهم على «فيسبوك» أنهم في مكان آخر، مع الاختباء في الفندق طوال الوقت والهروب من عدسات أي كاميرا لعدم توثيق حضورهم! (حدث أمام عيني).
اكتمل البؤس بعد أولي نسخ المنتدى حين وقّع 101 «مصري» علي بيان تشهير بالدولة المصرية، وترهيب للممثلة الأمريكية الشهيرة «هيلين هانت» (المتحدثة الرئيسية في جلسة الافتتاح). الموقعون صحفيون وحقوقيون ونشطاء وباحثون. فهل هؤلاء يصابون بالحمي والحساسية من أي نشاط يروج بإيجابية لمصر!
أي مؤتمر هو فرصة للتواصل، وبوابة لشرح الرؤي المستقبلية وتبادل المعلومات. كما أن المؤتمرات ترفع الروح المعنوية للدولة ومؤسساتها وأفرادها عبر خلق حالة عامة من الاطمئنان، كونها توضح تماسك الدولة وقدرتها علي فتح العديد من الملفات بشجاعة. فضلًا عن إدامة وصيانة صورة ذهنية قومية جيدة لهذا الإقليم الذي قدر له الله البقاء ضمن محيط ملتهب أرادوا لنا أن نحترق معه.
النقطة الأهم التي لا يتفهمها البعض هي المنتديات في ذاتها ليست آلية إصلاح، فلا يجب تحميلها أكثر مما تحتمل. الهدف هو تقديم توصيات لمن يهمه الأمر، أما عملية التنفيذ فهي ليست من مهامه، ولا يمكن عبرها الحكم علي نجاح أو فشل أي حدث، فدور المنتدى ينتهي بنهاية أيامه.
المنتدى حدث ناجح، وعدد معقول ممن يهاجمونه هم ممن رغبوا بقوة في حضوره ولم تأتهم دعوة. وعمومًا مصر بها عشرات الملايين من الشباب، ولا يمكن بالطبع أن يكونوا جميعًا بالمنتدى، وما يتم هو فقط تمثيل قطاعي لهم، مطلوب فقط أن يكون التمثيل القطاعي بالتناوب ليتسنى الحضور لعدد أكبر من الشباب لتتنوع قواعد المشاركة أكثر.

تعليق 1
  1. معتز الشناوى يقول

    كعادتك .. مقال رائع، ونأمل فى القريب أن نرى تمثيل لكل شباب الوطن الأوفياء، ليس فى مؤتمرات الشباب وحدها، ولكن فى كل القطاعات وكل الجهات، فالشباب هم امل الوطن للوصول للمستقبل الذى نحلم به جميعا .. خالص تحياتي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.