رامي عبد الباقي يكتب | نحميها من الختان

0 517

الأنثى، رحم الحياة على الأرض وأصلها.. الأم والزوجة والإبنة والتي لا تستقيم الحياة إلا بها.. كيف لنا ونحن في الألفية الثالثة أن نستمر في إهانتها وامتهان كرامتها عن طريق تلك الفعلة الشنعاء المسماة بالختان؟ كيف لكل أب أو أم أن يرتضيا أن يغرس مشرط جراحي في جسد ابنتهما ويقتطع من جسدها الضئيل؟ كيف يكون الأب والأم مصدر تهديد لابنتهما بدلا من أن يكونا مصدر الحماية الأول لها ؟
يعرف الختان أو تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية طبقا لمنظمة الصحة العالمية بأنه عملية تتضمن إزالة جزئية أو كلية للعضو التناسلي الأنثوي دون وجود سبب طبي واضح لذلك مما يترتب عليه العديد من الأضرار النفسية والجسدية للأنثى المختونة والتي تتراوح بين حدوث التهابات شديدة في المسالك البولية والتهاب بطانة الرحم وصعوبة التئام الجرح واحتباس البول وحدوث مضاعفات خطيرة في عملية الولادة وقد تصل في بعض الأحوال لحدوث عقم كامل لدى الأنثى .. وحسب تقديرات منظمة اليونيسيف لعام ٢٠١٦ فإن أكثر من ٢٠٠ مليون امرأة وفتاة على قيد الحياة حاليا قد تعرضن لعملية الختان بأي شكل من أشكالها.
تنتشر عملية الختان بشكل أكبر في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وبعض الدول الآسيوية .. قد يكون السبب الرئيسي لدى البعض هو معتقد ديني بالٍ لا أساس له من الصحة أو سبب اجتماعي خاص بحماية شرف الأنثى والحفاظ على عذريتها ومرضاة للزوج المستقبلي وهناك من يعتبر تلك الفعلة طقسا من طقوس بلوغ الأنثى وحتمية زواجها ولكن كل تلك الأسباب الواهية لا تمت للحقيقة بصلة فأضرار الختان كثيرة جدا ومؤثرة على حياة الأنثى سواء على الجانب النفسي أو على جانب الصحة الجسدية
تلك العادة ليست من شعائر الدين ولا من أصوله فطبقا للديانة الإسلامية ورأي العديد من المصادر من الفقهاء الإسلاميين كابن المنذر وابن عبدالبر وابن الحاج وابن حجر أن المتفق عليه بإجماع الفقهاء هو ختان الذكور أما بالنسبة للنساء فلا يوجد نص شرعي صحيح يحتج به على ختانهن أما بالنسبة للديانة المسيحية فالكتاب المقدس لم يأت فيه ذكره أو فرضه أما الديانة اليهودية فهي الديانة الوحيدة التي أقرت صراحة فرضية ختان الذكور وتحريم ختان الإناث باستثناء طائفة بيت إسرائيل الإثيوبية والتي تفرض عملية ختان الإناث.
لنقف جميعا في مواجهة تلك العادة المدمرة. لنقف معا من أجل حماية جسد الأنثى المصرية. لنرفع عن كاهل الأنثى كل الآلام النفسية والجسدية المترتبة على عملية الختان، نحن من يقف أمام هذا التحدي ويجب أن نتصدى له.

*رامي عبد الباقي، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.