سعيد مضيه يكتب | تفجيرات ١١ سبتمبر .. تدشين القرن الأمريكي (٤ – ٦)

0

الأكاديمي المتقاعد “راي غريفين” كان المبادر للطعن في التقرير الرسمي، أصدر كتابا حمل الشكوك في التقرير الرسمي؛ شكل “الحركة من أجل معرفة الحقيقة في أحداث 11 سبتمبر”، وهدفها الأول هو اكتشاف حقيقة ما وقع بالفعل في ذلك اليوم من عام 2001 . وفي الأعوام التالية حتى العام 2007 واظب على إصدار الكتب مثل “بيرل هاربر الجديدة : 11 سبتمبر – أسئلة مقلقة لإدارة بوش”(2004)، “قراءة في تقرير لجنة التحقيق الرئاسية: 115 كذبة حول أحداث 11 سبتمبر”(2005).
و نشر غريفين مقالا بتاريخ4 نوفمبر 2006 بمجلة كاونتربانش الأمريكية تحت عنوان : “لجنة التحقيقات الحكومية حول 11 سبتمبر: إهمالات وانحرافات”. واصدر بالتعاون مع الدبلوماسي السابق والباحث الأكاديمي الكندي “بيتر دال سكوت”، الأستاذ بجامعة كاليفورنيا، كتابا من جزأين : “الحادي عشر من سبتمبر والإمبراطورية الأمريكية : الكلام الواضح للمثقفين”، و”هجمات 11 سبتمبر” تمت فبركتها لخدمة الأجندة الأمريكية الساعية إلى السيطرة على منطقة الشرق الأوسط”.
وفي العام 2007 أصدر غريفين كتاب “11 سبتمبر: إفلاس وسائل الإعلام – مؤامرة الصمت” . ويوشح غريفين مؤلفه هذا بالحجج العقلانية المناقضة للأطروحة الرسمية الأمريكية التي تدافع عنها إدارة بوش، ويشرح في كتبه أن المحور الرئيسي والأطروحة المركزية التي تتبناها الحركة المطالبة بكشف الحقيقة هو أن 11 سبتمبر كان بمثابة مؤامرة داخلية ويبقى التفسير الوحيد الذي يصمد أمام الأحداث. ركزت الجهود على الطعون في نزاهة التقرير ، وطالبت بكشف الحقيقة.

في هذه الأثناء ، كتب الدكتور غريفين، شهدت “الحركة من أجل معرفة الحقيقة في أحداث 11 سبتمبر” تقدما ملموسا بازدياد عدد اللجان المتخصصة خلال هذه الأعوام الستة. كل يوم يزداد عدد الذين يعتقدون أن أحداث 11 سبتمبر كانت عملا مدبرا من الداخل من طرف أوركسترا الحكومة الأمريكية كمبرر لتطبيق سياستها الخارجية المحددة سلفاً. فلم يعد لدينا فقط حركتا “علماء من أجل معرفة حقيقة 11 سبتمبر” و “علماء من أجل العدالة ومعرفة حقيقة 11 سبتمبر”. تشكلت حركات أخرى “قدماء المحاربين من أجل معرفة حقيقة 11 سبتمبر” و “سياسيون من أجل معرفة حقيقة 11 سبتمبر” و”طيارون من أجل معرفة حقيقة 11 سبتمبر” ومؤخرا تم تأسيس حركة “مهندسون ومعماريون من أجل معرفة حقيقة 11 سبتمبر”. وتحدث العديد من رجال الاستخبارات لوسائل الإعلام، وثلاثة محللين من جهاز الاستخبارات الأمريكية (CIA) ساهموا في تقديم مؤلفات الدكتور غريفين بخصوص هذا الموضوع .

في الذكرى العاشرة ل11/9/ 2001 أحيا السياسيون والتيار الرئيس للميديا في اميركا ” يوم الذكرى”، بأسلوب دعائي قصد به تأكيد وترسيخ أكاذيب لجنة التحقيق، بحيث تغدو عقيدة صلدة. في تلك الأثناء عقد بجامعة رييرسون الكندية في تورنتو محاكمة دولية استمرت أربعة أيام طرحت أمامها استخلاصات الأبحاث حول 11/9. حضر جلسات المحكمة باول كريغ روبرتس كمراقب ونشر تقريرا في موقع كاونتر بانش الإليكتروني، تضمن شهادات مجموعة من العلماء امام المحكمة. أورد روبرتس في تقريره : خلال أيام أربعة تعاقب العلماء البارزون والمهندسون الاختصاصيون ومهندسو الميكانيك، يقدمون نتائج دراسات مستقلة شملت جميع جوانب حدث 11/9 أمام محكمة مكونة من رئيس الشرف للمحكمة العليا الإيطالية ، الذي عمل قاضي تحقيق مع ثلاثة من كبار العلماء ذوي السمعة العالية والخبرة في القضاء. وكانت مهمة المحكمة الخروج بتقرير يتضمن الحكم على البينات المقدمة من الخبراء.
الشهادات المقدمة أمام المحكمة كانت نتائج أبحاث قام بها خلال عام علماء فيزياء ومهندسون اختصاصيون، وقال روبرتس: “أعجبت بالمستوى الرفيع ومن المقدرة العلمية والنزاهة البحثية، السمات التي يندر وجودها في السياسات الأميركية والمغيبة تماما عن الميديا الأميركية”. علماء بارزون ومهندسون اختصاصيون عرضوا في تورنتو نتائج أبحاثهم المستقلة حول جميع جوانب التفجيرات، والتي استغرق إعدادها عاما. ونشرت المعلومات المعروضة على الانترنت.
أحد علماء كيمياء النانو من جامعة كوبنهاغن أمضى 18 شهرا مع فريق علمي يبحثون في الخواص الفيزيائية والكيماوية للغبار الناجم عن انهيار البرجين ، وعثروا على بينة نانو تيرمايت في الغبار وكميات من الجزيئات الصغيرة لا تتشكل بصورة طبيعية من نيران المكاتب والمباني العادية ، وتشير إلى وجود متفجرات في الردم. تفسر هذه المواد ظاهرة الارتفاع الحاد في درجة الحرارة التي أذابت الفولاذ، الأمر الذي لا يمكن الشك في حدوثه . أنكر تقرير المؤسسة القومية للمعايير والتكنولوجيا (نيست) وجود اثر للفولاذ المذاب ، حيث أن وجوده يتناقض مع درجة الحرارة المنخفضة التي اعترف تقرير نيست بها . الفولاذ يذوب على درجة 2777 فهرنهايت ، بينما بنزين الطائرات يولد حراة في حدود 1500 درجة فهرنهايت.

أضاف روبرتس:”عندما يجري فريق من العلماء خلال ثمانية عشر شهرا دراسات على مكونات الغبار المتناثر من البرجين المنهارين والقطع متناهية الدقة من الفولاذ والاسمنت المسلح المتناثرة، فإنهم يدركون ما يقومون به. وعندما يعلنون أن لديهم بينة لا يطعن فيها على وجود مواد متفجرة وأشياء غريبة، فبمقدورك المراهنة بحياتك على وجود بينة موثوقة.
“المهندسون المدنيون والمهندسون الآخرون والعلماء لا يقدمون نظرية تبين الفاعل ؛ إنهم يقررون أن البينة التي خرجوا بها لا تدعم تقرير نيست ولا تقرير لجنة التحقيق . إنهم يقولون أن تفسيرات التقريرين المقدمين من الحكومة خاطئان بدون شك، والمطلوب إجراء تحقيق ذا ما أردنا اكتشاف الحقيقة عن حادث التفجير”.
وهناك أيضا كريستوفر بوللين صاحب المؤلف ” حل لغز 11/9 “. قدم عرضا موسعا للكتاب تحت عنوان “حروب الثقافة الدكتور سونجينيس. ويمكن الحصول على العديد من الحقائق في ما اوردته وكالة ويكيسبوكس بعنوان ” 11-9 إسرائيل نفذتها”. ويكيسبوكس هيئة إعلامية تقول عن نفسها بانها إنسيكلوبيديا بدأت نشاطها عام 2010، وهي مستودع وثائق حول السياسات العميقة. تتلقى المعلومات المتعلقة باستكشاف الأحداث والأفكار والنظريات التي لا تتناقلها احتكارات الميديا المهيمنة على الفضاء الإعلامي العالمي. وتوفر ويكيسبوكس مدخلا لمن يود الاستفادة من المعلومات الواردة. ومعظم محتوياتها تعود لفترة أعقبت الحرب العالمية الثانية.
أبحاث وتقارير حفل بها العقدالأول من القرن الحالي ؛ بينما اسكتت خلال العقد الثاني كل معارضة أو تحقيق ينقض تقرير اللجنة الرسمية. كيف كان ذلك ؟ وفي ذكرى العشرين للتفجيرات نشر مكتب التحقيقات الفيدرالي تقريرا أكد تقرير اللجنة الرسمية. وتجاهل كل ما أثير حوله من انتقادات. كل ما تعلق بتشغيل البرجين وبتفجير البرجين وبالتحقيق والمحاكمة وحماية البرجين والمطارات وكذلك الميديا التي التزمت بقصة إدارة بوش والإدارة التي أعقبتها .. كل ذلك ظل متماسكا يحيط بالغموض عملية التفجيرات . فمن المشرف على ترتيب هذه الأمور جميعا ، المحرك لجميع الأحداث؟ نجد ذلك في الحلقة القادمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.