سمر عمرو تكتب : كفاءة وفاعلية صنع القرار

0 667

هل تنفيذ القرار الإداري فقط داخل المؤسسات يعد بمثابة نجاح لعملية صنع القرار؟ دعونا نتفق بأن عملية صنع القرار ليست بالبسيطة لأن بالرغم من الآلية المتبعة وفقا لعلوم الإدارة الحديثة بدءاً من مرحلة الدراسة والتخطيط، التنظيم الهيكلي للمنشأة، أسلوب القيادة، ثم مرحلة المتابعة والتقييم، فهي بالطبع نظرية منسقة وموفقة، ولكنني اكتشفت أن التنفيذ الفعلي لهذه النظرية وحده أحياناً يكون غير كافٍ لأن التحديات المستمرة التي تقابل متخذو ومنفذو القرارات الإدارية قد تعوق من تحقيق الهدف الأساسي من هذا القرار، فعملية صنع القرار متواصلة ومتدرجة منها القرارات اليومية والسريعة ومنها القرارات طويلة الأمد وذات الطبيعة الاستراتيجية.

بديهيًا كل القرارات تبدأ بهدف ويترتب على تنفيذها إعادة النظر في الموانع لتحقيق الهدف مما ينتج عنه بعض التغيرات وعادةً تقابل تلك التغيرات بمقاومة شديدة ليس فقط من المتضررين من هذا القرار ولكن المقاومة أحيانًا تصدر من المستفيدين وذو المصلحة وذلك لعدة أسباب منها؛ استبعاد صاحب الشأن أثناء البحث والدراسة والتخطيط لعملية صنع القرار وبالتالي ينتج عن هذا جهل المستفيد بالنتائج الإيجابية المترتبة على تنفيذ القرار أو المقاومة بسبب ربط بعض تداعيات تنفيذ القرار بالمصلحة الشخصية أو المقاومة بسبب اتباع سياسة فوضوية لصالح العلاقات الإنسانية والهوي وتفضُلهما علي المصلحة العامة للمنشأة.

من ثم فسمو الهدف لا يعني بالضرورة أن تنفيذ القرار سوف يؤدي للوصول للهدف ذاته بكفاءة وفاعلية، لأن في اعتقادي أن هناك ارتباط وثيق لبعض العناصر الفاعلة داخل المؤسسة لتؤخذ موضع أهمية أثناء عملية صنع القرار. فاسمحوا لي أن أعرض بشكل مباشر الهدف من البحث والذي جاء تحت المسمى الآتي (ما هي المتغيرات التي تؤثر على كفاءة عملية صنع القرار داخل المؤسسة؟)

بكل تأكيد المتغيرات عديدة ولكنني تلمست عنصرين مؤثرين في المجتمع المهني وبالأخص داخل القطاع الحكومي وهم بيئة العمل والسمات الشخصية، مما ساعدني للوصول للأسئلة البحثية وهي: 1- هل بيئة العمل لها أثر على كفاءة وفاعلية صنع القرار داخل المؤسسة؟ 2- هل السمات الشخصية لها أثر على كفاءة وفاعلية صنع القرار داخل المؤسسة؟

فبيئة العمل بالإضافة إلى السمات الشخصية للعاملين بالمنشأة بمثابة مفتاح الكلمات للمدلولات التي أسفرت عن توصيات لاتباع منهج جديد في عملية صنع القرار من أجل سد الفجوة بين أولاً الأهداف الأساسية والمبتغاة لصدور القرار وثانيًا الآثار المترتبة على تنفيذ هذا القرار.

عزيزي القارئ: للحديث بقية لنستبين أثر بيئة العمل والسمات الشخصية على كفاءة وفاعلية عملية صنع القرار داخل المؤسسات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.