شفان شيخ علو يكتب | لمنكوبي زلزال قهرمان مرش
كغيري من الذين عاشوا، ومازالوا يعيشون أهوال زلزال مرش في تركيا ” 5-6 شباط 2023 “، تأثرت كثيراً بالدمار الذي أحدثه في عشرات المدن والبلدات في تركيا وفي الجوار” عفرين، جندريس، حلب، حماة” وفي إيران ” كردستان إيران وغيرها، لوقوع هذه المناطق على خط الزلزال نفسه، حيث الارتدادات التي أحدثها، كان لها تأثير واضح، وهو قائم إلى الآن في البلدان المجاورة ، ومنها إقليمنا الكردستاني الحبيب، والذي بادر سريعاً إلى تجهيز ما يلزم، من مساعدات طبية ودوائية وتجهيزات لهذا الغرض، وإرسالها، تعبيراً عما هو إنساني، وإلى روج آفا، عند تلقّي الطلب بذلك.
نعم، عشنا ساعات رهيبة، وما زلنا نعيشها، لأن التأثير لم يتوقف بعد، وحيث تأثير الزلزال والذي تكرر، وكان ملحوظاً، جعل الآلاف من أفراد شعبنا يخرجون من بيوتهم وفي الليل: وخاصة الشقق في البنايات العالية، وطلبة المدارس وقد صدر قرار في محله لهذا السبب بغلق المدارس والجامعات لمدة ثلاثة أيام، حرصاً على مشاعر الناس طبعاً وسلامتهم.
لقد تابعت كغيري وقائع هذا الزلزال، ومشاهد البنايات العالية في أماكن كثيرة وهي تنهار، في تركيا خصوصاً، كما في أضنة، آمد، واوسمانية، وخارجاً: عفرين، جندريس، حلب ” وخاصة في حي الشيخ مقصود، وقد انهار العديد من الأبنية التي تأثرت بأحداث الحرب في سوريا، فكان تأثير الزلزال مضاعفاً، لتضاف مأساة أخرى إلى مأساة أهلنا في الحي المكور وغيره، وهم يعانون من الجوع ومخاوف لا تحصى.
تأثرت بما جرى، وأنا أتابع فرق الإنقاذ، وهي تعمل في جو ماطر ومثلج وبارد، في محاولة لإخراج العالقين تحت الأنقاض، ولم أخف فرحي كغيري، وأنا أراها وهي تظهر لنا على شاشات التلفزة أطفالاً ونساء، ولا أخفي كذلك حزني تجاه الذين ماتوا بسبب انهيار بيوتهم.
وكثيرة هي الدول التي سارعت إلى إعلام تركيا بتقديم ما يلزم، وفي هذا الظرف العصيب، والإنساني طبعاً، لأن الكارثة كبيرة، والخراب كبير، والضحايا مجهول عددهم، والصدمة كبيرة، لأن هذا الزلزال نوعيّ، والخوف قائم، لأن الوضع لم يستقر بعد، كما نتابع ذلك بوسائل كثيرة.
نعم، تأثرنا كثيراً بهذه الكارثة، وكيف لا نتأثر في وضع طبيعي رهيب، وموت رهيب كهذا، وفي الوقت نفسه، عشنا ولا نزال نعيش مشاعر إنسانية، كما علمتنا عقيدتنا، ومحبتنا للآخرين، ومعها مشاعر نابعة من جرحنا العميق.
* كاتب عراقي.