شيماء جمعة تكتب | الإعلام والميتافيرس أكسجين العالم الافتراضى

0

يسعى الإنسان منذ الخليقة إلى التطور والتجديد، وأنهما الرغبة الأولى للاستمرار فى الحياة، حيث يرتبطان ارتباطا وثيقا بغرائز البشر وطبيعتهم، لذا يحاولون التكيف مع كل ما حولهم من أجل البقاء والتطور فى العصر الحديث، حيث مثلت التكنولوجيا أبرز أوجه تطور الإنسان حتى وصل إلى مكان لم يكن فى الحسبان الوصول إليه، ولعل قول الله تعالى يصف ذلك فى الآية الكريمة «يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان».
وهنا أتساءل: هل التكنولوجيا وما استطاع الإنسان الوصول إليه هو السلطان؟
هل بدأت التكنولوجيا تحصرنا فى عالم جديد وواقع جديد يتشكل بوضوح؟
هل نحن نسير بلا وعى مع التكنولوجيا أم نحن مجبرون على ذلك؟
ربما لا أملك إجابة لهذه التساؤلات الغامضة، ولكن ربما مع مرور الزمن تظهر لنا الحقائق حول التكنولوجيا والجانب الغامض منها، حيث ظهرت الميتافيرس وهى نوع جديد من أنواع التكنولوجيا تعد المفردة الغامضة فى حد ذاتها، فهى تجعل الإنسان يعيش فى واقع بلا واقع، فى الوقت ذاته حقيقة ولا حقيقة.
وتمثل الميتافيرس أحدث التطورات التى وصل إليها الإنسان، فهى شبكة اجتماعية تضم الواقع، حيث تضم تكنولوجيا الواقع الافتراضى، والواقع المعزز، والواقع المختلط، والبيئات ثلاثية الأبعاد وأيضا تضم العديد من الأشخاص حول العالم وبعدد غير محدود، ولكن يتمثلوا بصور رمزية ويتم التفاعل معها فى الوقت الحقيقى وبشكل فعال ومستمر، وتوفر شعورا حقيقيا وتواصلا حقيقيا بين الأشخاص المستخدمين، كما تتم فيها أنواع التواصل المختلفة وعمليات الدفع وغيرها، فالعالم الافتراضى سيشكل طفرة غير مسبوقة فى مستقبل الإعلام بوجه عام، حيث إنه يقدم تصورا أكثر تفاعلية واندماجية للمستخدمين، مشيرا إلى أنه أصبح يشكل الساحة الأقرب واقعية لمعايشة الأحداث الجارية، فضلا عن أنه أضاف شيئا جديدا لعملية الاتصال ألا وهو الانغماس وسرعه التأقلم ومعرفة الأحداث بصورة سريعة، وأنه وبشكل مباشر يعمل على تحقيق أعلى قدر من الجاذبية والإدراك الشامل للرسالة الإعلامية، غير أنه سيحدث أشكالا جديدة لعرض الرسالة الإعلامية التى ستمكن المرسل والمرسل إليه من القيام بالأدوار التبادلية داخل العملية الاتصالية ذاتها، ما يسهم فى ظهور بيئة اتصالية أكثر تفاعلية وشمولية على أكثر من مستوى.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.