طاهر أبو زيد يكتب | الكادر والفقاعة

0 868

صناعة الفقاعة في مجتمعنا ليست حديثة، ومثلها مثل صناعة الشائعة تمامًا، لها مصدر مستفيد ومُروِج ومُستقبِل قد يكتفي بمنظرها فحسب دون المحاولة من ان يقترب منها ليكتشفها البعض مثل هذه الفقاقيع خارجها مغري وجذاب ولكن داخلها وجوهرها فارغ لا شيء سوي الهواء يملأها وكأن صانع الفقاعة لا يستطيع حتى حمايتها من اقتراب البعض وملامستها.

فقاقيع كثيرة تتناثر حولنا على مواقع التواصل الاجتماعي إما سعيًا لشهرةٍ زائفة أو نشرًا لإشاعة خادعة أو ادعاء لمثالية وهمية لخداع البسطاء تلك الفقاقيع موجودة في شتي المجالات ولكنها تكثر وتتكاثر في مجال السياسة والعمل العام عمومًا.

لا شك أن ثورة الثلاثين من يونيو اسقطت ورقة التوت عن البعض ممن كان يطلق عليهم النخبة في السنوات الماضية وقضت علي أفكارهم المشوهة التي كانوا ينتهجونها سعيًا لمصالح شخصية دون النظر للمصلحة العامة وأفرزت كوادر حقيقية أثبتت نفسها للجميع لأنها لم تكن ترغب وتطمح إلا في خدمة خالصة لدولة صممت علي البقاء والعودة لمجدها وريادتها وهؤلاء هم الكوادر الحقيقية أو النخبة الصادقة لمستقبل الجمهورية الجديدة. لاشك أن البحث عنهم واكتشافهم لم يكن بالسهل نظرًا للفقاقيع التي تناثرت بكثرة من حولنا ولا بالصعب حيث أن الكادر الحقيقي هو شخص متجرد صاحب تأثير وأثر ويضيئ أينما كان وهنا تجلت عبقرية القيادة السياسية في البحث عن هؤلاء الكوادر من خلال قنوات اتصال حقيقية وتقارب وحوار بناء وصادق بين مختلف الأوساط وعلي مرأي ومسمع من الجميع ومن خلال إرادة سياسية جادة تخلت عن سياسة التسويف والتسكين وعزمت علي سياسة الوضوح في الغاية والوسيلة فكانت الداعم الأول لاكتشاف هذه الكوادر وإظهارها وتأهيلها وتمكينها لضمان مستقبل مشرق لوطن يستحق وساعد تلك الكوادر وعيهم الوطني الذي كان ولا يزال الدرع الواقي لتنفيذ تلك الإرادة فاُطلقت المؤتمرات الشبابية والبرامج الرئاسية لتدريب الشباب ومنتديات شباب العالم والأكاديمية الوطنية لتأهيل الشباب واُطلقت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، فوجدناهم نواب للمحافظين ومساعدين ومعاونين للوزراء ونواب مجالس تشريعية. وكان كل هذا يتم بجدية شديدة وبهدوء في ظل تكاثر الفقاقيع تحت مسميات كثيرة خادعة وكيانات وهمية هشة، وجودها يتلخص في المسمى فحسب، لا فعلًا يُذكر ولا فكرًا يتداول ولا رؤية تتضح وللأسف أضاعوا علي العديد من الشباب فرصة الانخراط في التأهيل الحقيقي بانتهازية وانتفاع المنساقين خلفهم من القائمين علي هذه الكيانات الوهمية، هؤلاء ولابد من تقديمهم لمحاكمات عاجلة بتهمة النصب والاحتيال وإفساد المجتمع بممارساتهم المنافية لآداب وقيم ومبادئ الجمهورية الجديدة التي نعمل من أجلها. ولا ألقي اللوم أبدًا على من سعي خلف تلك المسميات أملًا في تحقيق الذات والطموح والخدمة المخلصة للشارع المصري، اللوم كل اللوم على المتاجرين بهم وبأحلامهم.

نهاية أقول كما بدأت عنواني أن الكادر الحقيقي خير من ألف فقاعة، وإن الفقاقيع مهما علت وتناثرت في الهواء حتمًا ستتلاشى قريبًا، وإن الفرصة مازالت سانحة لمن ضلوا الطريق وتوجر بهم بأن يعودوا للمسار الصحيح الجمهورية جديدة تُبني بالجميع وللجميع.

م. طاهر أبوزيد، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.