طاهر أبو زيد يكتب | عام رابع من تحقيق الأثر

0

تمر الأيام سريعا وتتعاقب الأحداث ولا نشعر بأنفسنا هل حققنا الأثر؟ أم أننا ما زلنا هناك في سنوات الشعارات، سنوات التسكين والتسويف من العقود الماضية التي مرت مرور الكرام دون وعد حقيقي تحقق لجيل شباب هذا الوطن؟!
سؤال تشكلت إجابته خلال أربعة سنوات من العمل الدؤوب داخل تنسيقية شباب الاحزاب والسياسيين أو كما أعتبرها في وجهة نظري (منتخب مصر السياسي)، التجربة التي سيتوقف عندها التاريخ السياسي المصري كثيرا لما حققته من تحديات ونجاحات لم يسبق تحقيقها علي مر العقود الماضية ولعل أبرز هذه التحديات هو أننا اتفقنا على ألا نختلف ولو عدنا بالزمن قليلا ونظرنا إلى المشهد السياسي في مصر لرأيته مشهد لا يصلح إلا للتنافر والتناحر فيما بين الأحزاب والأفراد أنفسهم وعلى سبيل المثال لا الحصر كنا نرى استحالة أن يجلس عدد من التيارات السياسية المختلفة على طاولة واحدة ويستطيعوا أن يخرجوا بمنتج واحد يتوافق عليه الجميع.
من هذا المشهد وفي عام ٢٠١٨ ولدت التنسيقية وتفردت لتستوعب الرأي والرأي الآخر، فحافظت على التنوع وضم قوامها ٢٧ حزب سياسي مؤيد ومعارض ووسط الي جانب عدد من الشباب المستقل وضمنت لهذا القوام خلق مساحات مشتركة للتلاقي لا للتنافر ووضعت وثيقة أدبيات لهذا التنوع وقع عليها كل المنتمين لها ومن هنا تشكلت السياسة بمفهومها الجديد، وليس هذا هو النجاح فقط بل الاستمرارية في الحفاظ على هذا التنوع واستثمار ذلك في إثراء الملفات والرؤى المختلفة التي تُقدم للدولة تجاه قضايا كثيرة تهم الوطن والمواطن.
ما بين عام التنسيقية الأول وعامها الرابع مجهود كبير وخلايا عمل لا تتوقف أبدًا فنيًا وتنظيميا وتأهيليا ، تحديث مستمر لاستراتيجيات العمل وتطوير مهارات الأعضاء وقياس أثر مدى التقدم في كل ركن من أركان هذا الكيان نواجه انفسنا بكل صراحة ونرصد تقصيرنا قبل نجاحاتنا ولعل سر قوة هذا الكيان في هذه المصارحة وفي تنوعه وانعكاس تقبل هذا التنوع بين أعضائه فصار كالعائلة الواحدة الجميع يتحاور الجميع يشارك الجميع يطرح رؤاه وأفكاره وهنا أستطيع ان أقول ان التنسيقية كيان يناسب الواقع الجديد يناسب البيئة المحلية والإقليمية ويناسب الجمهورية الجديدة.
ونحن إذ نحتفل بمرور عام رابع على هذه التجربة الملهمة فوجب علينا ان نشكر من دعم وآمن ووثق في شباب بلده وفتح لهم المجال وهيئ لهم البيئة الصحية للانخراط في بناء مستقبل واعد ومشرق لمصر… ووجب علينا ان نهنئ شباب الوطن جميعا ونقول لهم أصبح صوتكم مسموع وأصبح لكن كيان سياسي شاب وواعد يعبر عنكم وعن أفكاركم.
ختامًا وكما أقول دائمًا التحدي مازال كبير ونجاحنا حتمي والتنسيقية شجرة طيبة زرعها المخلصون في أرض طيبة لا تنبت إلا طيب.

* طاهر أبوزيد، عضو تنسيقية شباب الاحزاب والسياسيين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.