عبد الحميد علام يكتب | الضابط الساخر

0

وُلد في ثورة ومات في ثورة وبين الولادة والوافاه كانت حربه بالمدفع والقلم هكذا كان جلال عامر

إستقبلت الشمس ظناً مني أنها القبله ولكن لم تكن هناك علاقه بينهما  هكذا تفتح وعيي علي ثورة يناير 2011 فوجدت شخصاً ساخراً ضاحكاًمن شدة الألم علي التلفاز أخذت متابعته لأنه  كان يضحكني دون التدقيق في كلماته وبعدها أخذت اقرأ مقالاته الجريئه التي يسخر فيها من الواقع ويلمح لأمراض الشعب والحكومه والعرب ويطارد السلبيين والفاسدين فلم يسلم أحد من قلمه الوطني كل هذا بإسلوب ساخر مضحك فقد كانت عنده القدره أن يكتب سطر أوحد شديد الألم يحمل من المعاني الكثير ويقرأه القارئ ويضحك للمره الأولي ولكن في المره الثانيه لن يكون الأمر مضحكاً

في ذكري وفاة أمير الساخرين وجدت أنه من الإنصاف الكتابه عن رجل إقترب من الجميع فكان بكلماته قريب من البسطاء مازحا ساخراً وداعب السياسيين والمثقفين معاتباً وهاجم المخربين وطنياً خالصاً تفتح وعيي وهو يتحدث علي التلفاز نعم لم تكن مدة البرنامج طويله لأنه سرعان ما فارقنا لكن حمداً لله ان أعماله في آخر أيامه كانت غزيره وكأنه يقول أريد أن يكون إرثكم كبير وأريد بعد عشرات السنين أن تقرأوا كلماتي وتبتسموا لأن الأقلام في المستقبل ستكون حاده إما عازف طبل مزعج أو قلم ذو حبر إسود كئيب يطارد السواد أينما وقع وهناك قلم شرير يكتب الكلمات الهدامه قاصداً كاسباً مستمتعاً بالكوارث محاولاً إقناعي أن للزلالزل أسباب سياسيه

وبين هذا وذاك إفتقدنا روح الدعابه التي تعكس الواقع فقد كان قلم  جلال عامر ساخر يعتمد علي التداعي الحر للأفكار والتكثيف الشديد وطرح عدد كبير من الأفكار في المقال الواحد وجعله كالجسد الواحد شديد التماسك رغم احتواءه علي أفكار منفصله

درس جلال عامر القانون والأداب بجانب وظيفته كضابط جيش وهذا إن دل يدل علي حبه للعلم والمعرفه والأدب ووصف جلال عامرنفسه بإنه (عابر سبيل، ابن الحارة المصرية، ليس لى صاحب، لذلك كما ظهرت فجأة سوف أختفى فجأة، فحاول تفتكرنى).. رحمة الله علي أحد أقلام مصر البسيطه والحاده (عمنا جلال عامر)

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.