هاجر محمد أحمد تكتب | التنمر سرطان مجتمعي (٢-٢)

0 350

العنصرية الدينية: بالرغم أنه دخلت المسيحية مصر في منتصف القرن الأول الميلادي، والرهبان القبط عرفوا بالتقوى والتواضع فكانوا يعملون ويعلمون حتى عصرنا الحالي، ومن ثم دخل الإسلام مصر في عهد الخليفة عمر بن الخطاب عام 641 م، إلا أن الجميع يعلم بأن غالبية الشعب المصري مسلمي الديانة، وهنا نجد نوع آخر من العنصرية هو التحيز في التعامل مع الأقباط وكأنهم ليسوا بمصريين، فتجد وظائف تشترط أن يكون المتقدم مسلم، وتجد نظرات بعض أفراد المجتمع تنظر بطريقة غريبة لأي فتاه مسيحية ترتدي الصليب ونجد العنصرية والتنمر ضد غير المحجبات.

وهناك نوع آخر مستحدث ظهر ..العنصرية الدينية وهي العنصرية ضد أفراد هم من نفس الديانة ولكنهم لا يتبعوا الجماعة أو يتبعوا فكر ليبرالي أو علماني، والنظر إليهم وكأنهم مذنبين أو كفار في بعض الأحيان.

التمييز الجنسي ضد المرأة: العنصرية والتمييز ضد المرأة هي أساس تقوم عليه تقاليد المجتمع المصري وعاداته الموروثة. المرأة في مجتمعنا المصري ليست إنسانة حرة بل هي شئ لا يملك حرية التصرف في حياته وحرية الإرداة، وحتى إن ملكت حرية التصرف ف حكم عليها بالإعدام المبكر بلا أسباب بحجة الدين والشرع الذي يطبقوه تبعا لأهوائهم وأغراضهم.

وهو ما يحاول  تغييره ،المجلس القومي للمرأة وكافة جمعيات حقوق الإنسان المعنية بحقوق المرأة وانصافها في المجتمع   حيث تم تغيير قوانين عديده لصالح المرأة المصرية واكتسبت حقوقها بالمساوة مع الرجل في المجال الوظيفي والسياسي ولكن مازالت المرأة الفقيرة والبدوية وفي القرى تعانى من الممارسات العنصرية .

العنصرية الإقليمية: نحو الفلاحين والمصريين ممن لا يسكنون المدن حيث أن لفظة “فلاح” يطلقها المصريون على سكان القرى ومحافظات الوجه البحري “غير الساحلية” أي محافظات الدلتا، والتي تضم قرى كثيرة ومناطق زراعية. ولفظة “صعيدي” تطلق على سكان صعيد مصر، وهم سكان المحافظات، حيث لفظة “فلاح” عند أغلبية المصرييناً تدل على أن الشخص غير محبب التعامل معه، وأنه دخيل على المدن الكبرى التي ينزح إليها “. ولفظة “صعيدي” هي محببة ولكنها تدل أيضاً على صفات القروية فنجد أغلب النكات على “الصعايدة” باعتبارهم “جحا” مصر، وتدل على العند والتمسك بالرأي حتى وإن كان مخطئ،

العنصرية ضد أصحاب الأمراض وذوي الإحتياجات الخاصة: هو قيام الأفراد بالتنمر والسخرية من الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة من أصحاب متلازمة دوان او ذوي القدرات مرورا بترضى شلل الأطفال او مرضى البهاق وكلها أمراض غير معدية ولكن الوعي المجتمعي منخفض مما يجعل البعض يتجنبهم،ويعتبرهم أقل منه ويقوم بتنشئة أولاده على العنصرية ونبذ ذوي الاحتياجات الخاصة بل يقوموا بتنشئة أجيال ترفض الاقتراب او مساعدة اي مريض بمرض مثل شلل الأطفال او البهاق والكثير من الأمراض كذلك يقوم بعض الأفراد بالتنمر بمصابي الحروق او ذوي الاختلافات الشكلية حيث يجب إحداث تغيير جذرى في القوانين تنعكس على النظامين التربوي والتعليمي ، و إن تحتوي  “الكتب المدرسية  على  صور الأفراد بكافة الوان البشرة وكافة الديانات والأيدلوجيات وتقبل المرضى وحسن معاملتهم لتنشئه جيل يتقبل المختلف عنه.

وبالرغم من جهود الدولة وكافة المؤتمرات والإتفاقيات لحماية حقوق ذوي الإحتياجات الخاصة وتغيير اسمهم لذوي الهمم   وبنود القانون رفم ١٠ لسنه  ٢٠١٨ قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة إلا إن التنمر المجتمعي يلحق بكل مختلف بسبب انعدام الثقافة والوعي المجتمعي لدى قطاع كبير من الأفراد لا تعلم ماهية ثقافة تقبل الآخر والتى تحاول جمعيات المجتمع المدنى والهيئات والمؤسسات الدينية تعليمه للناس في مختلف الأماكن والطبقات،وخاصة للأجيال الجديده

وبالرغم من تعهدات مصر على الإلتزام بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان والاتفاقية الدولية للقضاء علي جميع أشكال التمييز العنصري إلا ان اغلب الأفراد والمؤسسات يمارسوا ذلك التمييز فيما بينهم وهو أمر أمر مناف للمثل العليا لأي مجتمع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.