عبد الحميد علام يكتب | العلم والقطة والسياسة

0

أحد تعاريف التفاعلات الكيميائية التامة هي: (أن تتحول جميع المتفاعلات إلى نتائج بعد زمن معين طال هذا الزمن أو قصُر)، وإذا أسقطنا الكيمياء علي السياسة سنجد ان تفاعل الافراد فى مجال عام مفتوح سيعطي نتائج وتفاعل نفس الأفراد في مناخ ضيق مُكمم سيعطي نتائج إخرى وفي كل الأحوال سيكون لدينا نتائج.
وفي بعض أنواع التفاعلات يسير التفاعل بشكل لا رجعة فيه قد يستهلك المتفاعلات كلها ليعطي نتائج نعرفها مسبقا.
وأيضا وضع عناصر تؤدي إلي انفجار في إناء وإغلاقة لن يمنع حدوث الإنفجار طالما عوامل الإنفجار موجودة ولكن علينا استبدال العناصر او علي الاقل تغيير ظروف التفاعل بما تقتضيه الحالة.
أيضاً في علم الأحياء نجد أن التطور هو تغير في السمات الخاصة بالأفراد عبر الأجيال المتلاحقة وهذا التغير قد يكون إيجابي أو سلبى
علي سبيل المثال لو وضعنا قطة لطيفه جميلة في غرفة مظلمة ومارسنا عليها بعض الضغوطات النفسية والعصبيه مثلاً (ضجيج – ظلام- إضاءة قوية) لن تخرج هذة القطة كما كانت إنما قد تميل للشراسة والعنف والكفر بالعدل والإنتماء.
علي الجانب الأخر قطة تم وضعها في حديقة كبيرة وتركت لها مطلق الحرية في ترتيب شؤونها سنجدها منتجة،منظمة،مبدعة ولديها انتماء وستحافظ علي الحديقة إذا كان هناك خطر محتمل.
ما أريد أن أقوله أن المشاركة تجعل الإنسان يشعر بالإنتماء وتشجعه علي طرح مبادرات و اّليات للنهوض وتحقيق الغايات والأهداف السامية لحياه أفضل للجميع وإن كان هناك أخطاء سيتحملها الجميع بدلاً من تحملها لطرف واحد فقط.
ولنا فى تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين خير مثال: هؤلاء الشباب الذين يعملون ليل نهار في نهر من المشاركة والإبداع والتكامل يجرى بهم من أجل الوطن(هذا التفاعل قطعاً سيكون له نتائج إيجابية عظيمة على المدى القصير والبعيد).
في الوقت الراهن الذى تمر به الدولة المصرية على الجميع أن يدرك أن المشاركة والنقاش والحوار لن يكون المستفيد منه المعارضة فقط أو المؤيدين والمؤسسات والحكومة فقط وإنما هى عناصر تفاعل موجودة في إناء واحد في ظروف قاسية.
علي الجميع أن يتنازل ويترفع من أجل الوطن و ألا نبيع الغالي بالرخيص ونضع بلدنا نُصب أعيننا ونحافظ عليها فى ظل التغيرات الدولية والأقليمية والأزمات العالمية الحالية حتى نعبر بمصرنا بر الأمان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.