عزيز باكوش يكتب | دخل المستشفى طبيبًا وخرج مجنونًا (2-2)

0

رواية ” الردهة 6″ لتشيكوف لها حبكة فنية غاية في البراعة وظفها تشيخوف بذكاء عال ، يكشف من خلالها المصير الذي ينتظر كل إنسان عاقل ومثقف ومسؤول . كما يعري ضعف السلطة وفسادها ،لاسيما عندما تناط لحكام أغبياء وبلداء ضعاف النفوس ،فيشرعون في تدبير المكائد ونصب الدسائس حتى يصبحوا على سيطرة تامة، يتحكمون في مصائر الناس ،لا سيما منهم العلماء والمثقفين والموظفين الأكفاء المخلصين في العمل. فيوصلوهم إلى الجنون .مثلما حدث لبطل رواية الردهة 6 ( أندريه) ومريضه المثقف(إيفان) موظف محكمة سابق وسكرتير المحافظة.

عندما تنتهي من قراءة الرواية ،سيداهمك شعور مذهل . إن مصير أبطال تشيخوف سواء في الرواية أو المسرحيات والحوارات التي أجراها في مختلف كتاباته ،هو مسار حياة تشيخوف نفسه .إنها نوع من التماهي الصادق مع السيرة الذاتية لهذا العبقري الفذ ،رائد الكتابة الدرامية ، لسان حال المجنون والأحمق الطبيب والعالم الفلاح والطالب ، إنه المكتوي بنار الإنسان بتقلب أطواره وفوران أمزجته على مدى الحقب التي عاصرها وتلت موته. ” أنهى تشيخوف معهد الطب وعمل طبيبا ممارسا . واجتهد من أجل إعالة جميع أفراد عائلته .ولذلك نجد الكثير من الأطباء من بين أبطال قصصه مثل آستروف وديموف وإيونيتش، وأندري وإيفان ” وأبطال قصصه المسلسلة تحت عنوان ” جراحة ” وقصة ” الردهة رقم 6 ” وغيرها من القصص.

وبالعودة إلى تفاصيل حياته ، كان تشيخوف الإبن الثالث من ستة أبناء لأب يعمل في التجارة . اشتهر أنطون بتعليقاته ومزاحه وبراعته في إطلاق الألقاب الساخرة على الأساتذة. كان أنطون عاشقا للمسرح والأدب منذ صغره، وحضر أول عرض مسرحي في حياته (أوبرا هيلين الجميلة من تلحين باخ) عندما كان في الثالثة عشر من عمره. وكان ينفق كل مدخراته اليومية لحضور المسرحيات، حيث كان مقعده المفضل في نهاية صالة العرض لانخفاض سعر التذكرة . كما ألف في طفولته أيضا مسرحية طويلة أسماها “بلا أب
كتب مئات من القصص القصيرة، ويعد الكثير من أعماله ابداعات فنية خالدة مثل ” وفاة موظف ” و” مزحة “،و” جهاز العروس” و” حكاية مملة “. كما كتب تشيخوف عام 1890 وهو في قمة نضجه وصعوده إلى ذروة الأدب الروسي القصة الوثائقية ” جزيرة سخالين” التي تتحدث عن رحلته إلى تلك الجزيرة النائية الواقعة عند الشواطئ الشرقية لروسيا . تركت مسرحيات تشيخوف أثرا عظيما على فن الدراما في القرن العشرين مثل: “طائر النورس”، و”الخال فانيا…” كما أن مسرحياته كان لها أعظم الأثر على دراما القرن العشرين. ولد انطون تشيخوف عام 1860 في مدينة تاجنروج، وهي ميناء محلي يقع على ضفاف بحر أزوف جنوب روسيا” . توفي تشيخوف في مصحة بادن فيير بألمانيا في 15 يوليو عام 1904 وتم نقل جثمان الكاتب الروسي العظيم إلى روسيا. حيث دفن في مقبرة نوفوديفيتشي بموسكو التي تضم رفات مشاهير روسيا.”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.