عمرو نبيل يكتب | براند الجمهورية الجديدة وأجندة الحوار السياسي

0 501

بمجرد إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي عن الدعوة لحوار سياسي شامل، امتلأت الساحة السياسية بالعديد من التساؤلات حول سقف هذا الحوار السياسي المرتقب، وأطرافه، ومدى جديته، غير أن السؤال الأهم يجب أن يتطرق لـ “جوهر” هذا الحوار السياسي ومضمون أجندته، وهو ما أشارت إليه الدعوة الرئاسية ذاتها بربطها الحوار السياسي بـ “بناء الجمهورية الجديدة”.

يرتبط تدشين “الجمهورية الجديدة” بقضية “العلامة الوطنية” للدولة National Branding التي قال “سايمون أنهولت” عن استراتيجيتها إنها ” تبدأ بتعريف الدولة، وأين تقف اليوم، وفق الواقع والتصورات الداخلية، وتحديد إلى أين تريد أن تذهب تلك الدولة، وكيف يمكن بلوغ هذا المقصد، وذلك عبر عملية تقتضي التوفيق بين تحديين رئيسيين، الأول: الحاجة إلى “توحيد” احتياجات ورغبات قطاع واسع من الفاعلين الوطنيين، والتي قد تكون متعارضة في اتجاه واحد، والآخر: “إيجاد “أهداف استراتيجية ملهمة قابلة للتحقيق”.
تُعد “العلامة الوطنية” للدولة مدخلاً أساسياً لـ “إعادة بناء” Rebranding تصورات الآخرين عن الدولة إذا كانت تمر بمرحلة انتقال سياسي أو تحول ديمقراطي أو تغيير اقتصادي أو ثقافي.
بهذا المعنى يمكن لصياغة استراتيجية “العلامة الوطنية” للجمهورية الجديدة أن تضع “أجندة الحوار السياسي” من أجل تحقيق الاصطفاف الوطني وتحديد الأهداف الاستراتيجية للدولة المصرية، وذلك على كل الأصعدة الوطنية والإقليمية والعالمية.
على الصعيد الوطني تحتاج مصر لبلورة “نموذج تنموي” شامل احتوائي مستدام، يلبي الاحتياجات والتطلعات الوطنية، ويواجه التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية للدولة المصرية.
على الصعيد الإقليمي تحتاج مصر لإعادة تموضعها و”استعادة ريادتها” في المنطقة التي تشهد تحولات كبرى، سواء في علاقتها الخارجية بالقوى العالمية خاصة الولايات المتحدة أو في علاقات القوى الإقليمية داخلها “إسرائيل” وإيران وتركيا والخليج.
على الصعيد العالمي تحتاج مصر للتفاعل مع مساعي العالم النامي لتجنب تأثير الصراع بين الولايات المتحدة والصين وروسيا عليها، حيث أعادة الهند إحياء “عدم الانحياز” التي كانت مصر أحد أقطابها ولكن بمسمى جديد “الاستقلالية الاستراتيجية”.
في وقت معاناة العالم والمنطقة من التطرف والعنف واليمينية المتشددة والمبالغة في الطائفية والقومية العدائية يتجلى “براند الجمهورية الجديدة” من وصف جمال حمدان لعبقرية مصر بــ” إنها سيدة الحلول الوسطى والوسط الذهبي”، التي تقع في الشرق وتواجه الغرب وتكاد تراه عبر المتوسط تمد يدًا نحو الشمال وأخرى نحو الجنوب ولهذا فهي قلب العالم العربي واسطة العالم الإسلامي وحجر الزاوية في العالم الأفريقي.
لننطلق نحو “الجمهورية الجديدة” من نص الدستور المصري على أننا “نحن المصريين نرى في ثورتنا عودة لإسهامنا في كتابة تاريخ جديد للإنسانية نحن نؤمن أننا قادرون أن نستلهم الماضي وأن نستنهض الحاضر، وأن نشق الطريق إلى المستقبل قادرون أن ننهض بالوطن وينهض بنا.. نحن نؤمن بالديمقراطية طريقاً ومستقبلًا وأسلوب حياة”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.