عمر عبدالمتعال السلايمي يكتب | مصر وطن العروبة

0

رغم كل ما يثقل كاهل مصر من متاعب اقتصادية، ومشاكل بسبب المؤامرات الخارجية، والتى تنعكس على الداخل بشكل مباشر، ورغم ما يعانيه شعب مصر من ارتفاع سعر الدولار بسبب الحرب العالمية الدائرة بين روسيا وحلفائها، وأوكرانيا وحلف الأطلسى وحليفهما أمريكا، ورغم ما تكابده كل المجالات في الحياة المصرية بما لا يخطئه أحد، نجد مصر رغم كل هذا، هي الملاذ الآمن دوما على مر الزمان لكل أبناء الوطن العربى الذين يواجهون المخاطر والآلام.
فها هم العراقيون حين اندلعت الحرب العراقية الإيرانية كانت وجهتهم مصر الآمنة، فسارعوا اليها آمنين، وها هم الكويتيون حين اجتاحت القوات العراقية بلدهم، توجهوا مباشرة إلى مصر العروبة ليجدوا فيها الأمن والأمان.
وحين انقسم الجيش العربى السورى وخرجت منه فصائل باسم الجيش الحر، لتبدأ رحى حرب تأكل الأخضر واليابس في الشقيقة سوريا، تدفق الإخوة السوريون إلى مصر بالملايين، ليقيموا اقتصادهم بأيديهم كما لو كانوا في بلدهم سوريا.
وهاهم الاخوة اليمنيون أيضا حين سرت الفتنة بينهم بظهور الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران ليقتلوا إخوتهم اليمنيين، وجدناهم يهرعون إلى مصر الأم التي تحتوي الجميع.
وها نحن اليوم، نرى نفس المشهد يتكرر كما لو أن التاريخ يعيد نفسه، فحينما وقع الاحتراب الداخلي الجارى على أرض السودان، وجدنا قوافل مستمرة تمتد عبر الحدود الجنوبية لمصر، تقل الإخوة السودانيين الى ملاذهم الآمن مصر والتي رحبت بهم رغم كل ظروفها.
نعم، إنها مصر التي تمثل وطن العروبة، والتي تحتضن الجميع من بلاد العرب، حين يكونون في محنة أو ضيق.
وبصرف النظر عن الأوضاع الاقتصادية المصرية التي تسببت فيها ظروف عالمية -وبعضها مؤامرات دولية- نجد الإدارة السياسية في مصر، ممثلة في شخص فخامة رئيسها يقول: إننا نستضيف اكثر من ٩ ملايين شخص من البلاد العربية، وأنهم عندنا ليسوا لاجئين بل هم كالمواطنين المصريين تماما، ونجد الدولة المصرية تتعامل مع هؤلاء النازحين إليها من بلاد العرب بترحاب شديد ليس له مثيل في أى بلد عربى آخر.
إن مصر تثبت للعالم كل يوم، بأنها الأخت الشقيقة والكبرى لكل العرب بكل استحقاق.
تتغير ظروفها الاقتصادية وتتبدل أحوالها السياسية، لكنها عند المسئولية، وعلى قدر الشموخ المصري دوما تكون مصر وطن العروبة على الدوام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.