غادة محفوظ تكتب | عن أفيون الشعوب

0

الدين أفيون عندما يصنعه لك بشر مثلك ويغلفه لك داخل كتب مزخرفة ويقدمه لك على أنه من عند الله وما هو من عند الله ويحرص على أن تتلقاه جميع حواسك ليلا ونهارا كدخان أسود يتغلغل داخل عقلك عبر حواسك لتخديرك وتجنيدك واستعبادك وجعلك جسدا تابعا مسيرا منقادا له بلا عقل يفكر أو يتدبر أو يتأمل أو يتبصر، بينما الدين هو نور وأخلاق وانسانية ونظافة وترتيب وسلام وطمأنينة ونظام وصراط مستقيم عندما يأتيك من رب حكيم عليم خبير بك وبما يصلح شأنك وحالك ومعيشتك ويضمن لك النجاح في اختبارك الدنيوي، وتأخذه من مصدره الرئيسي والصحيح بدون وصي أو وسيط.
إن أعظم خطيئة ارتكبها الإنسان ولا يزال يرتكبها حتى اليوم هي أن يتخذ وسيطا بشريا أو مخلوقا فانيا بينه وبين خالقه.
فهل يعقل أن يريد الله تعالى لخلقه أن يكونوا عبيدا لبشر مثلهم أو لمخلوقات أدنى منهم حتى يتصلوا به وينالوا رضاه من خلال طاعتهم والإنقياد الأعمى لهم؟
وهل يعقل أن ينزل الله علينا كتبا طلاسما لا نفهمها حتى نبحث عن بشر مثلنا ليفسرها لنا؟
إنها عقدة الإنسان الأزلية في استعباد نفسه لغيره، وهل الدين إلا أن تكون انسانا حرا عاقلا راحما نظيفا منظما متسامحا متعايشا مسلما لله ومسالما لخلق الله.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.