فطنة ضالي تكتب | الرمزية واللون في التراث الأمازيغي

0

يعيش الزائر لقصر البديع بمراكش المعلمة الحضارية المميزة شعورا فريدا يحس فيه بعبق التاريخ في معانقة التراث المغربي ابتداء من طابور الدخول إلى زيارة مرافق القصر ورياضاته ومعالمه إلى زيارة المعرض التشكيلي الفني للفنانة نجية المرابط ، حيت تتماهى الألوان الطبيعية والألوان الفنية الرمزية في إيحاءات قيمية تربوية كونية وطيدة الصلة بتراث البلد والهوية المغربية ، حيث تعرض الفنانة أعمالها تحت عنوان ” الرمز واللون في التراث الأمازيغي ” وذلك احتفاء بشهر التراث الوطني المغربي ، هاربة من الابتذال وتفاصيل المعيش اليومي، مضفية الحركة على الالوان والأشكال من أجل خلق الانسجام بينها وإعطائها الأبعاد الذوقية، معبرة عن حالات جمالية وجدانية تعيشها الفنانة وتحاول إيصالها الى المتلقي عبر الرموز و إيحالاتها الدلالية الواقعية والمتخيلة .
تعبر نجية المرابط الفنانة بسلاسة وعفوية باللون عما يجول بخاطر امراة مغربية تشربت عادات وتقاليد مدن مغربية عريقة ، مراكش حيث الطفولة والشباب و اكادير حيث الاستقرار والاسرة الصغيرة وتارودانت وتزنيت …..الخ حيث طبيعة العمل التنقل جيئة وذهابا وما تقتضيه مهنة التربية والتربية على الذوق .
هكذا تشرق ألوان لوحات الفنانة كما تشرق الشمس على الألوان الطبيعية ما بين زرقة الماء وسشاعة البحر وحمرة التراب ومشتقاته وألوان الزهور الطبيعية . وتترقرق قوية تارة باردة أخرى ممزوجة صافية مشعرة المتلقي بخصوصية الابداع والتعبير، مستلهمة التراث والأشكال وإيحاءاتها في انفتاح تام على الموروث ومدى تأثيره في النفس وما تستكنهه الذات المبدعة ، هو وضع تعانق فيه التراث بشكليه المادي واللامادي : قصر البديع وما يحيل إليه عبر التاريخ من حضارة وهندسة معمارية للقصور المغربية والملكية ، والفن الجمالي وما يحيل إليه على مستوى الابداع وتوظيف الرموز والاشكال الهندسية والالبسة ، وكل ما يميز الشخصية المغربية . وقد أبانت نجية المرابط عن قدرة فنانة متميزة في استخدام الألوان والاشكال واستلهام الموروث الثقافي .إنه بحق احتفاء بالفنانة وبالتراث المميز للشخصية والهوية المغربية في شهر التراث الوطني .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.