كريم عبد العاطي يكتب | رسالة إلى المنسي

0 500

السلام على أهل السلام, أكتب إليك يا منسي معبرا عما يدور في خلدي، فالله وحده يعلم مدى محبتي وتقديري لك، ولعلي أستطيع أن أفسر ذلك في كلماتي, شاهدت عملا دراميا على الشاشة يحمل اسم “الاختيار” كان بالفعل ونعم الاختيار، فمن ينحاز لوطنه ويقدم روحه فداءً له لا نستطيع إلا أن نكن له كل المحبة والتقدير والعرفان.

لم أكتفِ بمشاهدة “الاختيار” لأعرف عنك وعن كثير ممن هم مثلك، الذين لا يهمهم مال أو سلطان، بل الحفاظ على تراب الوطن عندهم أكبر وأعظم غاية، وأكدوا ذلك بتقديم أرواحهم فداءً له.

عرفت عنك مدى اهتمامك وحبك لأبناء وطنك، وتحديدا أهل سيناء، والأجمل من ذلك هو الحب الذي بادلوك إياه؛ فأهل المناطق الحدودية إذا أحبهم أحد من قلبه استطاعوا رؤية ذلك دون أي حواجز للعبور إلى قلوبهم بسلاسة، كما عبر سيدنا موسى البحر بأمر الله.

العالم يتخبط بشكل كبير يا منسي، وهناك أزمة اقتصادية طاحنة، قد تتسبب في ضرر كبير للدول العظمى، فما بالك بالدول النامية, ونحن في مصر، بدأنا إصلاحا اقتصاديا منذ عام 2014، ويمر عام بعد عام وننتظر بفارغ الصبر أن نجني ثمار ذلك المسار الاقتصادي الصعب، ونحن نعلم أن من الشجاعة تقبل الأمر، ومواجهة ذلك، فتطل علينا جائحة كورونا لتزيد من وطأة الموقف، وتستمر لما يقارب ثلاث سنوات، وبعد التأقلم مع الجائحة، وقعت الحرب الأوكرانية وصراع الدول العظمى، لتنعكس سلبا علي الاقتصاد العالمي، وبالتالي نأخذ حصتنا من هذه التداعيات.

أكرمنا الله ببناء صرح عظيم اسمه العاصمة الإدارية، يحوي مبانِ فخمة وأكبر مسجد وكنيسة، وبرجا أيقونيا، ومقرات لكثير من الهيئات والوزارات، يتحدث عنها القاصي والداني، ويجتذبني حديث المواطنين البسطاء عن هذا الصرح، وهم يتحاكون عن مدى فخامة وأناقة هذه العاصمة، وكأنه حلم يتحقق أمامهم، لكنهم يستفيقوا من هذا الحلم بمجرد أن يرجعوا تارة أخرى إلى أرض الواقع، يتحدثون عن ظروفهم المعيشية الصعبة، وارتفاع الأسعار، وخلافه..

دعا السيد الرئيس مؤخرا لحوار وطني، يجمع كل أطياف المجتمع، ويقوم عليه كيان محترم اسمه الأكاديمية الوطنية للتدريب، تابعة للسلطة التنفيذية لها خبرة في تنظيم واقامة منتديات شباب العالم والمؤتمرات الوطنية للشباب، والحقيقة أن الدعوة واجبة في مثل هذا التوقيت الصعب، لمن يعقل الأمور، لكن الغريب أن كثير من الأحزاب السياسية تتهافت عليها وكأنها لم تجد فرصة من قبل للتحدث وطرح الأفكار، وعرضها على طاولة السلطة التنفيذية، من خلال التمثيل الخاص بها في البرلمان أو مجلس الشيوخ.

لا أريد أن أطيل عليك في حديثي هذا، ولكن أطلب منك فضلا أن تدعوا لنا جميعا من عندك، أن يلهمنا الله البصر والبصيرة، وصدق النوايا، لعبور هذه المحنة، والوصول بسفينة الوطن إلى بر الأمان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.