اتجهت الدولة المصرية في السنوات الأخيرة بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى تنمية الصعيد في كافة القطاعات والمجالات، إيمانًا بأهمية معالجة الفجوات التنموية بين محافظات الجمهورية لا سيما فيما يتعلق بمؤشرات الفقر والبطالة والأمية وتنمية رأس المال البشري، وذلك من خلال التركيز على تحقيق التنمية المستدامة في صعيد مصر، والعمل على ربط أولويات التوزيع الجغرافي بالاستثمارات العامة والخاصة على النحو الذي يعطي وزنًا كبيرًا للمحافظات الأكثر احتياجًا لسد تلك الفجوات، خاصة لمحافظات الصعيد التي يسكنها ما لا يقل عن35 مليون نسمة يمثلون حوالي تقريبًا 29,7% من إجمالي سكان مصر.
حيث شملت خطط التنمية مجالات وقطاعات كثيرة على رأسها التعليم والصحة وملف البينة التحتية الذى ظل مهملاً لفترات طويلة جداً، إلا أن المشروعات القومية التي تم تنفيذها منذ عام 2014غيرت وجه الصعيد وجعلته قبلة للاستثمار، حيث أن ما نشاهده الأن من تطور ملموس وتنمية حقيقية، سيسهم بشكل كبير في جذب الاستثمارات وتوفير حياة كريمة وآمنة لأهلينا في الصعيد، حيث تعتبر تلك الخطوات التي أخذتها الدولة علي عاتقها هي نقلة نوعية وطفرة تاريخية يدرك قيمتها وعظمتها من عاش وتربى فى الصعيد وأدرك المعاناة على مدار عقود ماضية.
وتوجت تلك الجهود بتوقيع الرئيس عبد الفتاح السيسي على القانون رقم 157 لسنة 2018 الخاص بإنشاء “هيئة تنمية الصعيد” بعد إقراره من مجلس النواب، ونص القانون على إنشاء هيئة عامة خدمية تسمى هيئة تنمية الصعيد تتمتع بالشخصية الاعتبارية، وتتبع رئيس مجلس الوزراء، حيث يحدد بقرار من رئيس مجلس الوزراء المناطق ذات الأولوية المستهدفة بالتنمية، وتهدف الهيئة إلى وضع خطة للإسراع بالتنمية الشاملة لمناطق الصعيد، وتكون الأولوية في الخطط التي تضعها الهيئة للمشروعات المحققة لعائد تنموي، ونسب مرتفعة من التشغيل مع العمل على جذب الاستثمارات اللازمة لتحقيق التنمية المستدامة، والعوائد الاقتصادية والاجتماعية للمناطق المستهدفة.
وتهدف هيئة تنمية الصعيد بالتعاون والإشتراك مع كافة أجهزة الدولة إلي تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة لجميع محافظات الصعيد وهي الفيوم وبني سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان والبحرالأحمر والوادي الجديد، وذلك في ضوء أهداف التنمية المستدامة لإستراتيجية مصر ٢٠٣٠، وأهدافها تتمثل فى تخطيط مشروعات تنموية شاملة فى شتي المجالات، وتنفيذ مشروعات تحقق أكبر فرص عمل ممكنة لأهالي الصعيد.
