د. أسماء الهرش تكتب | تجديد الخطاب الديني بين مؤيد ومُعارض

0 396

على الرغم من دعوة فخامة الرئيس لقضية تجديد الخطاب الديني إلا أنه حتى الآن لم تتخذ الجهات المعنية خطوة جادة نحو تجديد الخطاب الديني وأرى أنه لكي تنجح هذه الدعوة لابد من تحديد مفهوم دقيق وواضح وصريح لقضية تجديد الخطاب الديني وألا يطلق الأمر لتأويلات بعيدة كل البعد عن دعوة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ومن الممكن أن نعرف تجديد الخطاب الديني بأنه” تجديد في شكل الخطاب الديني وأسلوبه دون المساس بثوابت الدين فهو ليس تغيير في الدين كما يظن البعض أو كما يروج له البعض في القنوات المعادية” ونعني بهذا التعريف؛ أي إدخال وسائل حديثة في الدعوة وخاصة في ظل التحول الرقمي والتطور التكنولوجي أصبحت الدعوة بشكلها التقليدي غير ملائمة في الوقت الحالي ونعني به أيضا إدخال موضوعات جديدة في الدعوة تهم المجتمع بالفعل.
كما أنه إذا تم التجديد بشكله الصحيح فسنجد انعكاسا لذلك التجديد على مشكلات يعاني منها المجتمع أشد معاناة مثل قضية الطلاق التي أشار إليها فخامة الرئيس في خطابه وتم أخذها في منحنى الطلاق الشفهي والمكتوب وكان لازما على الأزهر أن يتطرق لأسباب الطلاق ويعالجها معالجة دينية وعلمية قائمة على نسب انتشار هذه الظاهرة وأسبابها وغيرها من الظواهر الأخرى بناء على إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء فأين دور الأزهر الشريف في معالجة مشكلات الشباب من إدمان وحالات انتحار ومشكلات تهدد استقرار الأسرة المصرية؟! وفخامة الرئيس يتطرق في خطاباته إلى بعض المشكلات لأن المؤسسات المعنية لا تقوم بدورها على أكمل وجه إلا إذا كان الأمر بدعوة من فخامته وهذا غير مقبول في الفترات القادمة في ظل الجمهورية الجديدة التي نسعى إليها فأين خطة الأزهر للتصدي لمثل هذه المشكلات التي نعاني منها؟! لذا نرجو من الأزهر الشريف أن يقوم بدوره في التحدث مع الشباب في الأندية والمدارس وتوعيتهم من الإدمان والانتحار وبعض الممارسات الخاطئة والبعيدة كل البعد عن مجتمعنا وأن يطلق مبادرات للتصدي لمثل هذه المشكلات هذا هو التجديد الذي نرجوه في الإسلام لأن الدعوة لا تقتصر على المنابر والمساجد فقط.
كما أن من أهم المعوقات في طريق تجديد الخطاب الديني هو؛ حديث بعض الشخصيات في الإعلام عن قضية الخطاب الديني حيث كان ذلك سببا في عدم استجابة الناس لقضية تجديد الخطاب الديني مثل الإعلامي إبراهيم عيسى وإساءته للشيخ الشعراوي ورفضه لرحلة الإسراء والمعراج فإذا دعا لتجديد الخطاب الديني فسيروج له الكثير من جراء دعوته بأنه حرب ضد الدين الإسلامي لذا؛ لابد من تحديد من سوف يتحدث في قضية تجديد الخطاب الديني وأن يتسم المتحدث بمبدأ الوسطية وعدم التعصب لرأي بعينه والقبول من قبل الغالبية العظمى كما أنه هناك تقصير شديد من الأزهر في الرد على بعض الفتاوى الخاطئة والتصريحات الغريبة من بعض الشيوخ المحسوبين على الأزهر الشريف وأنه لابد من وجود منبر إعلامي قوي للأزهر الشريف يرد على كل التصريحات التي تتنافى مع وسطية الدين الإسلامي وسماحته.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.