محمد أيمن يكتب | رسالة إلى الوالي .. طموحات الحوار الوطني (1-2)
نشهد حاليًا انطلاق جلسات الحوار الوطني الذي دعت إليه القيادة السياسية.. ونقدر تمامًا حجم المسؤولية الواقعة على عاتق المسؤولين عن إدارة الحوار وتيسير جلساته واختيار المتحدثين بها، وما لهم علينا سوى الدعاء بالسداد والتوفيق وما تمليه علينا ضمائرنا من أفكار ومقترحات من أجل غدٍ أفضل لنا جميعًا، وبعد سنواتٍ قضيناها في ساحات الجامعة مشاركين في أنشطتها الطلابية ومعايشين لواقع طلابها وعملنا في ملف التعليم العالي، يمكننا أن نشير في نقاط متتالية لأهم المشكلات التى تحتاج لنظرة تفكير وتدبر، كونها تهم الشباب وتحديدًا داخل الجامعات المصرية.
– مشكلات التكليف لطلاب الطب والتوزيع العشوائي، ونظام الدراسة الذي يؤثر بشكل كارثي على الحياة النفسية والأدمية لطالب الطب خلال مدة الدراسة، بحاجة للمراجعة وإعادة التخطيط.
– الأطباء ليسوا مجرمين لنفكر في قوانين تمنعهم من السفر أو تؤجل سفرهم للخارج كما اقترح البعض، ويجب أن نبحث عن أسباب سفرهم ونعالجها، فعلاج العرض وترك المرض ليس هو الحل، يجب أن نوفر حياة أدمية كريمة لمواطن قرر أن تكون مهنته الحفاظ على صحة الآخرين وعلاجهم كي يعمل بصدق.
– أن نعيد النظر في تضخم أعداد خريجي الكليات التى لا مكان لها في سوق العمل، والحل هنا لا يكمن في إغلاق الكليات أو استبدالها بل تطوير برامجها الدراسية التي عفى عليها الزمن وخرجت من سوق العمل من سنوات.
– جامعات عدة حتى الآن لم تعرف عن التحول الرقمي سوى مسميات، يجب أن نفعل التحول الرقمي الحقيقي فحتى الآن الطلاب يقفون طوابير على شباك الخزينة، وما تم هو استبدال الخزينة بماكينة دفع إلكتروني إلا من رحم ربي.
– الاتحادات الطلابية بحاجة للمراجعة الكاملة من لائحة إلى آليات تنفيذ وطريقة إدارة، فنحن أولى بالمواهب والكوادر الشابة التي تضل طريقها ويستغلها أهل الشر تحت مسمى “الحرية”.
– لابد أن يحدث تأهيل سياسي حقيقي لشباب الجامعات، إن كنا نبحث عن كوادر فلا يمكن أن يتم إعدادهم بعد التخرج، بل يجب أن نستعد لتأهيلهم من اليوم الأول في الجامعة.
– أعداد الطلاب المصريين في روسيا وأوكرانيا والسودان وغيرها من الدول، لم تكن مجهولة قبل الأزمات الأخيرة ولكن كان مسكوت عنها، فهذه خطوط تنفق من رصيدنا بالعملة الصعبة في وقت نحن في أمس الحاجة إليها.
– المناهج الدراسية وبرامج الكليات بحاجة للمراجعة بل والبناء من جديد في بعضها، لابد أن يدرس الطالب ما يستفيد به في سوق العمل بشكل حقيقي.
– البحث العلمي الذي لا يخدم الإنسان لا قيمة له، ومكاتب الكليات النظرية بها أطنان من رسائل الماجستير والدكتوراه بتقدير امتياز لم ولن يفتحها أحد منذ أن تمت مناقشتها، فهذا إهدار موارد صريح ويجب أن نتجه لبحث علمي قائم على حل المشكلات التى جعلتنا نصل لمرحلة تظاهر أو اعتصام الحاصلين على الماجستير والدكتوراه من أجل الحصول على فرصة عمل.
– التفكير النقدي وتقصى الحقائق وإعمال العقل ضرورة حتمية يجب أن تقوم عليها الحياة الجامعية بمناهجها وأساتذتها وامتحاناتها، وأن يُمنح الطالب الحق في التعبير عن رأيه في الأمور العلمية التي يدرسها، فلديه عقل بحاجة لإعماله.
– كل نشاط طلابي يجب أن ينتهى بمردود حقيقي ومقياس يبين حجم الاستفادة منه، فهناك أنشطة تنفق عليها آلاف الجنيهات ولا تعود بالنفع على الطالب، وهذا إهدار صريح للمال العام.
– تعيين أعضاء هيئة التدريس يجب أن يخضع لمعايير أخرى غير التفوق الدراسي، فليس كل من يحفظ المنهج أو ربما يفهمه ويحصل على التقدير الأعلى هو جدير ومؤهل لتعليم الطلاب، نحتاج إلى اختبارات تشبه كشف الهيئة واختبارات نفسية وعقلية وطبية وبعد ذلك يمضى عضو هيئة التدريس فترة تدريبية في الأكاديمية الوطنية للتدريب قبل توليه مسؤولية إعداد جيل من المفكرين والنابغين.
– يجب أن نؤكد في كل تعاملاتنا أن الشباب المصري ثروة قومية يحيطها خط أحمر ويحذر المساس بها أو إهدارها، ويا حبذا إن كان ذلك من خلال تشريع قانوني يلزم الجميع بذلك.