محمد الكاشف يكتب | حرب الساعات الست

0

نحتفل بالذكري الخمسين علي “حرب يوم العاشر من رمضان”، “حرب أكتوبر المجيدة” التي بدأت في الساعة الثانية ظهراً وكان يطلق علي حرب أكتوبر “بحرب الساعات السِت” بدلاً من حرب الستة أيام “إبان نكسة عام ١٩٦٧م” وقدمت القوات المسلحة أروع الأمثلة في الفداء والتضحية لتحرير الأرض من يد “الصهاينة” بعد أن ظلت “سيناء ” محتلة بالكامل لستة أعوام ظناً منهم بأن حلهم بات حقيقة ألا وهو “من النيل إلي الفرات” وما أن دقت عقارب الساعة وأتت الثانية ظهراً تيقنوا بأنها كانت أضغاث أحلامٍ واهية وفزعوا من صافرات الإنذار في”يوم عيد الغفران”وظلوا مروعين خائفين في غيابات الأنفاق مُتحامين وإلي أن بدأت المعركة الحقيقة وجه لوجه وإلتقي الجيشان في يوم لاريب فيه وحارب جنودنا ببسالة وجسارة مستلهمين روح أجدادنا القدماء المصريين وإيمان وعزيمة النبيين والصدقين وقد حققت “القوات الجوية” في الضربة الجوية الأولي ٩٠٪؜ من أهدافها بقيادة “اللواء طيار حسني مبارك” وكان طياروا مصر علي درجة عالية من الكفاءة والعزيمة لدرجة أن هناك بعض الطيارين يحلقون في سماء العدو ثلاث طلعات جوية يومياً والجدير بالذكر بأن شقيق الزعيم الراحل “أنور السادات” طيب الله ثراهم سقط شهيداً من شهداء حرب أكتوبر المچيدة ألا وهو الطيار “عاطف السادات” بعد أن كبد العدو خسائر جسيمة بضرباته الموجهة لمواقع العدو الصهيوني ومن ناحية أخري قامت “قوات الدفاع الجوي”بعمل الغطاء الجوي للطائرات الحربية وكبدت العدو خسائر جسمية ومن ناحية أخري قام “سلاح الإشارة “بإستخدام “اللغة النوبية” كشفرة بحرب أكتوبر وكانت كلمة السر ”سا أوي أُشريا” أي إضرب في الساعة الثانية مما جعل سلاح إشارة العدو واقفاً مكتوف الأيدي أمام سيل الكلمات التي عجز جهابزة الجيش الإسرائيلي من فكها مما جعلنا متفوقين عنهم بسنين ضوئية وعبرت قواتنا المسلحة القناة وقام “سلاح المهندسين” بتدمير مانع “خط بارليڤ” الصعب وإقامة رؤس جسور لها بالقناة مما أفقدت العدو توازنه في “سِت ساعات” ومن هنا كانت بداية ظهور كفاءة المقاتل المصري خاصة والمقاتل العربي عامة ومدى ارتفاع مستوى نوعيته وقدرته على استيعاب واستخدام الأسلحة الحديثة والمعقدة بما فيها الأسلحة الإليكترونية وتعد “حرب أكتوبر” حدثاً فريداً آنذاك وليس فحسب بل وكان نقطة تحول بمنطقة الشرق الأوسط في مسار الصراع العربي الإسرائيلي وبالرغم من كل المعوقات التي كان يرددها البعض حينها والتي كانت تروج له الدول العظمي من عدم خوض الجيش المصري غمار الحرب أمام الجيش الذي لا يقهر كما أطلق “الصهاينة” علي أنفسهم لكن المقاتل المصري كسر القاعدة وغير المعادلة لصالحه وصنع من المستحيل نصراً غير منقطع النظير نفخر به نحن أبناء الوطن رافعين هاماتنا وجباهنا أمام العالم أجمع برايات النصر بعد أن ذقنا مرارة الهزيمة “بالنكسة” وعقبها شعرنا بلذة “الإنتصار “بعد فترة من الهزيمة والتخلف وعقب هذا النصر أصبح للأمة العربية درعُُ وسيف فتحية إحترامٍ وتقدير لجيل “أكتوبر العظيم” الذين قد عاهدوا الله وأنفسهم أمام الشعب بإسترداد “سيناء الطاهرة” وقدموا كل غالي ونفيس لرفعة “راية هذا الوطن” الأبي العظيم ورحم الله شهدائنا الأبرار وحفظ اللهم بلدنا من كل مكروه وسوء وعاشت مصر حرة أبية رغم كيد الكائدين وأنف الحاقدين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.