محمد الكاشف يكتب | سقوط جسر لندن
رحلت عن عالمنا “جلالة الملكة اليزابيث الثانية” عن عمر قد ناهز ٩٦ عاماً حيث ولدت في ٢١ إبريل من عام ١٩٢٦م
حيث كانت الإبنة البكر لأبيها و تلقت تعليمهما في المنزل، وترعرعت في جو عائلي مفعم بالحب. وكانت إليزابيث مقربة جداً من والدها وجدها، جورج الخامس.
في سن السادسة، قالت إليزابيث لمدربها في الفروسية إنها تود أن تصبح “سيدة ريفية تملك الكثير من الخيول والكلاب”.
ويقال إنها كانت تتحلى بقدر عال من المسؤولية منذ نعومة أظافرها ، ونقل عن ونستون تشرتشل، قبل توليه رئاسة الوزراء، قوله: “إن ملامح السلطة ظاهرة عليها بشكل مدهش”.
وأثبتت إليزابيث مهارتها في اللغات وقامت بدراسة معمقة في التاريخ الدستوري رغم تعليمها المنزلي.
وأقيمت جمعية كشفية خاصة بالبنات تحت اسم “فورست باكنغهام بالاس” حتى تتمكن إليزابيث من الاختلاط بأترابها من البنات.
وبالرغم من النجاحات التي حققتها “اليزابيث “خلال فترة حكمها إلا ان وصولها للسلطة كان ضرباً من المُحال و لم يكن من المتوقع أن يؤول إليها العرش يوم أبصرت النور
وذلك يرجع بعد وفاة جدها چورچ الخامس أصبح إينه البكر، ديفيد، الملك إدوارد الثامن. إلا أن زواجه من الأمريكية واليس سيمبسون، كان مرفوضاً لاعتبارات سياسية ودينية، ما جعله يتنازل عن العرش في نهاية نفس السنة
وبعدها تولي الأمير ألبرت الابن الثاني للملك الحاكم “جورج الخامس”.
“أميرة في زمن الحرب”
و عندما بلغت إليزابيث سن ١٨ انضمت إلى الخدمة الإقليمية المساعدة “الخدمة العسكرية”
، وهي إحدى الوحدات النسائية في زمن الحرب. أمضت ثلاثة أسابيع في مركز تدريب النقل الميكانيكي ، حيث تدربت كميكانيكي وسائقة شاحنة.
“من الكوخ إلي قصر باكنغهام”
وفي ٥ فبراير ١٩٥٢ ، نامت الأميرة “إليزابيث “في كوخ من الأشجار في حديقة أبيردار الوطنية في كينيا واستيقظت في اليوم التالي كملكة إنجلترا. لم تكن على علم بمنصبها الجديد ، لأن أنباء وفاة والدها الملك “جورج السادس “لم تكن قد وصلت بعد إلى تلك البؤرة الاستيطانية للإمبراطورية البريطانية. بعد ظهر ذلك اليوم ، في نزل ، تلقى فيليب مكالمة هاتفية تبلغه بوفاة جورج. أخذ الأمير عروسه إلى حافة نهر قريب ونقل الأخبار. اهتزت إليزابيث ، ولكن بأمر كامل من نفسها ، عادت إليزابيث إلى النزل على ذراع فيليب وبدأت في اتخاذ الترتيبات اللازمة لرحلة العودة الطويلة إلى المنزل
“مراسم التتويج”
تم بث حفلة تتويجها في مايو١٩٥٣ عبر التلفزيون رغم معارضة رئيس الوزراء ونستون تشرتشل. تجمهر الملايين أمام الشاشات، ومعظمهم لأول مرة، لمشاهدة الملكة إليزابيث الثانية وهي تؤدي القسم.
مع استمرار حالة التقشف التي بدأت مع الحرب، رأى المراقبون أن التتويج يمثل فجر عهد إليزابيثي جديد.
عجّلت الحرب العالمية الثانية بنهاية الإمبراطورية البريطانية،
“الشعبية الجارفة ”
وقد قامت الملكة الجديدة بجولة طويلة عبر دول الكومنولث في نوفمبر ١٩٥٣ كانت العديد من المستعمرات السابقة لبريطانيا، ومن ضمنها الهند، قد نالت استقلالها.
وكانت إليزابيث أول ملك بريطاني يزور أستراليا ونيوزيلندا خلال فترة حكمه. وتقول التقديرات إن ثلاثة أرباع الأستراليين خرجوا لرؤيتها شخصياً
“إليزابيث والقنال”
بعد تأميم قناة السويس بقرار من
“الزعيم الراحل جمال عبدالناصر” لقد وضع هذا القرار “سيدة القارة العجوز والإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس ” في حرج أمام دول العالم مما دفع بريطانيا بالتعاون مع دولة فرنسا “وكيان الإحتلال “بالعدوان الثلاثي علي مصر وتعد واحدة من أهم الأحداث العالمية التي ساهمت في تحديد مستقبل التوازن الدولي بعد
“الحرب العالمية الثانية”وبعدها لم يصمد العدوان أمام “النضال الشعبي”والبطولات التي قدمها “الجنود والضباط “فداء هذا الوطن الخالد.
“رحيل الأمير فيليب”
وفي أبريل ٢٠٢١ ، توفي زوجها “الأمير فيليب “عن عمر ناهز ٩٩ عاماً فيما كان واقع الوفاة عليها قاسيا حيث وصفته بأنه كان “مصدر قوتها” خلال زواجها الذي استمر لمدة ٧٣عاما.
ورغم الصعاب والأزمات والأوقات العصيبة، إلا أن الملكة “إليزابيث”استطاعت منح بريطانيا فرصة الاستقرار على مدى عقود حيث حظيت حقبتها بتقدير واحترام الكثير من البريطانيين واحتفل البريطانيون باليوبيل البلاتيني السبعيني لجلوسها على العرش، في شهر يونيو الماضي .
ومن هنا تنتهي حقبة ثاني أطول فترةحكم بالعالم بعدما تغلبت “الملكة اليزابيث ”
علي جدتها “الملكة ڤيكتوريا “التي حكمت طيلة ٦٣عاماً.