محمد بغدادي يكتب | إدارة الإنفاق والخروج من المأزق
تقلبات حادة على مستوى العالم مع زيادة التضخم وارتفاع الأسعار الجنوني وتقلبات الأسواق وارتفاع أسعار المواد الخام مع تحرير أسعار صرف بعض العملات تتبادر تساؤلات متعددة منها: كيفية الخروج من بوتقة وعٌنق الزجاجة هل عن طريق رفع أسعار الفائدة أم اصدار الشهادات الاستثمارية ذات العوائد السنوية والثلاثية والخماسية أم الانتاج أم إعادة الهيكلة أم غيرها.
مع قراءة المشهد بطريقة متأنية ورصد كل الاتجاهات من الشمال للجنوب والشرق والغرب وتحليل الواقع المحلي والاقليمي والدولي يبقى التساؤل كيف يمكن إدارة نفقاتنا كمواطنين وكحكومات؟ فهو التساؤل الرئيس في عالم الإقتصاد والإدارة أيضًا حتى نشعر سريعًا بنتائجه على أرض الواقع بدرجات متفاوتة حسب قدرة كل دولة ومدى تقدمها وقوة اقتصادها.
النفقات هي الفيصل في قراءة المشهد المحلي والدولي وسط الزحام الشديد والأصوات المرتفعة التي تٌنادي بكيفية الخروج من الأزمة الاقتصادية. فالتقليل من حجم النفقات بشكل عام وبخاصة غير الضرورية ينقلنا من نقطة إلى نقطة في وقت قليل وسريع ومحدد بتكلفة محددة وبوقت قياسي ويجعلنا نعيد هيكلة النفقات بصورة تهز الكيان الاقتصادي بأكملة وتجعلنا نسيطر على الأسواق سواء من جانب المواطن أو الحكومة. فالنفقات هي إجمالي الأموال التي تدفعها القطاعات من أجل توليد الإيرادات، وهذه التكاليف تشمل الأجور، والضرائب، وتكلفة السلع وأيضأ ما تم دفعه في عملية التوريد، بخلاف ما يتم دفعه للإيجارات وغيرها.
إن تقليل حجم النفقات والتكاليف سيٌعيد جدولة كل شيئ في إطار عملي ومدروس من كافة الاتجاهات فالنبدأ بالأهم ثم المهم ثم الضروري في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية مع ارتفاع أسعار السلع والخدمات بخلاف ارتفاع سعر صرف الدولار عالميًا إذن فالحل يكمن في سرد نقاط النفقات الضرورية ثم غلق النقاط غير المهمة تمامًا حتى يدخل الهواء مرة أخرى للغرفة الاقتصادية.
لابد من العمل على إنشاء خطة ومراقبة التكاليف بعناية فائقة مع إدارة النفقات المتغيرة مع الاستثمار في القطاع التكنولوجي والزراعي والصناعي بأقل التكاليف مع وضع السياسات القومية في مجال كفاءة التخطيط والإنفاق وإدارة المشروعات والمرافق والأصول بخلاف دراسة تفاصيل الإنفاق والممارسات التشغيلية والرأسمالية، وإبداء التوصيات حيالها، وتحديد فرص رفع كفاءة الإنفاق والرفع عما يلزم بشأنها. بكفاءة الإنفاق والمشروعات، التي تسهم في تحقيق أهدافها.
العمل والانتاج وتقليل النفقات هي الشغل الشاغل للخروج من الأزمة الحالية بطريقة مدروسة وهي العلاج المحسوس والمٌدرك لتنشيط السوق بصورة عاجلة.