علاء عصام يكتب | مرافعة مصر أمام العدل الدولية

0 176

خرج علينا عشرات المزايدين من الداخل والخارج، بعد أن قامت الدولة الشقيقة والصديقة جنوب افريقيا، برفع دعوي الإبادة الجماعية ضد الاحتلال الصهيوني، وكانت حجتهم لماذا لم تقم مصر بهذا العمل. الغريب في الأمر، أن هؤلاء نسوا او تناسوا، أن مصر أول من وقفت ضد مشروع التهجير، وقتل الفلسطينيين، وبكل شجاعة نظمت مؤتمر القاهرة لتعلن مطالبتها بوقف الحرب التي تستهدف شعبنا الفلسطيني الصامد والمقاوم، وظلت تندد بممارسات الاحتلال في كل المحافل العالمية وأبرزها الأمم المتحدة.

بعد أن طالبت الأمم المتحدة من محكمة العدل الدولية، رأي استشاري من عدة دول من بينها مصر حول ممارسات الاحتلال الصهيوني كتابة، قامت مصر منفردة بكتابة مذكرة لمحكمة العدل الدولية للترافع أمامها شفاهة من خلال ممثل قانوني لها لإعطاء الرأي الاستشاري وإدانة ممارسات الاحتلال المجرمة في اهم محفل قضائي عالمي.
هنا يتضح لنا أن مصر جديرة بالدفاع عن الشعب الفلسطيني وحقوقه، ولن تبخل أبدًا عن استخدام كل الادوات والسبل، بكل شجاعة، للدفاع عن القضية الفلسطينية والتنديد بممارسات الاحتلال غير الإنسانية.
ها هي مصر التي أدخلت ٨٥٪؜ من المساعدات لأهلنا في غزة منذ ٧ أكتوبر الماضي، وقدم إليها أمين عام الامم المتحدة غاضبا ومطالبا باستمرار دخول المساعدات ووقف الحرب، ليشهد العالم على التعنت والإجرام الصهيوني من على أرض رفح المصرية المطلة على رفح الفلسطينية.
كانت مازالت مصر التي يجول ويصول رجالها، من الخارجية والمخابرات العامة ومن خلال مندوبيها بالأمم المتحدة، لتحقيق اهداف عروبية وإنسانية نبيلة، وهي “وقف الحرب ودخول المساعدات ووقف بناء المستوطنات الاسرائيلية بالضفة الغربية والاعتراف بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية”.
تناضل مصر من أجل هذه المطالب منذ سنوات طويلة، والتاريخ والواقع والحاضر يشهد أنها أكثر من دعمت اشقائنا في فلسطين الابية.
أخيرًا نقول للمزايدين أن القضية الفلسطينية قضية عالمية، لاسيما وأنها أخر دولة محتلة في العالم، وكل الدول التي عانت من الاحتلال والاضطهاد، من الطبيعي ان تتحرك للدفاع عن فلسطين. لأن جنوب افريقيا عانت ذات المعاناة من ممارسات الاحتلال الانجليزي والفصل العنصري، فكان من الطبيعي ان نشهد هذا التحرك من هذه الدولة العظيمة.
مصر وجنوب افريقيا وشعوب الانسانية حول العالم، الذين خرجوا بالملايين للدفاع عن الشعب الفلسطيني، يبحثون عن حل حاسم لهذه القضية، من أجل ان يشعر الإنسان بالراحة والطمأنينة، بعد ان بات يشاهد كل يوم صور القتل والدمار والابادة الجماعية دون رادع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.