محمد جمال الدين يكتب | صناعة الأمل .. الواقع والمأمول

0

يمضي العمر وتمر الايام، وكلما تاملات ملامحي والأحداث المتلاحقة لا أعلم كيف مرت الايام بتلك السرعة، رحلة من التجارب والتعلم والسفر والحزن والفرح،ربما هي رحلة تعلمت فيها حتى الان بأن الإنسان هو الأساس، والمحبة هي الأصل، والمحاولة هي النجاح، وحينما يمر شريط الأحداث السعيدة اتذكر جزء من كلمات فاروق جويدة حينما قال “في رحلة العمر ايام لنا ضحكت فيها القلوب وهز الفرح أعماقا”، وفجأة تتبدل ملامحي حينما أتذكر المحطات الأخرى فتتبادر إلى ذهني كلمات اخرى لجويدة في ألف وجه للقمر حينما قال”قدر بأن نمضي مع الأيام أغرابا نطارد حلمنا.. ويضيع منا العمر يا عمري.. ونحن على سفر”، وها أنا في منتصف العشرينات من عمري، كبر ذلك المراهق وبات شابا تكبر معه الاحلام في صراع مع الأيام او ربما تناغم، لا أعلم، ولكن ها أنا أجلس أكتب لنفسى ولكم وحيدا، أفكر، أتذكر، أبتسم، فيعود الحنين، وتمر عدة ثوان، فتضطرب الإبتسامة، تغيب، تأتي، تغيب، هكذا تمر السنين!
وسط كل تلك التحديات التي يواجهها جيلي بل الجميع، باتت لدينا تحديات مختلفة بفعل ما نشهده من ظروف وتغيرات اجتماعية وثفافية ومادية، باتت صناعة الأمل أصعب من الصناعات الهندسية الثقيلة، دعوني أذكر نفسي واذكركم بأن الأمل صناعه تحتاج للتعلم والممارسة لاكتسابها في ذلك الزمن، واحياء النفوس وزرع الأمل بداخلها وإيقاد شعله الهمة أمر يحتاج للتركيز والعناية به لكي يتواجد بداخلنا وسط كل ما نشهده، فالتفاؤل فن تصنعه النفوس، واليأس ايضا تصنعه تلك النفوس، والاختيار لمن؟
كنت أقرا في مؤلف لجورج برنارد شو وهو ناقد ومؤلف فني خاض العديد من التجارب في زمن اشتدت فيه الصراعات واستوقفتني جملته؛ “بعض الناس يرون الاشياء كما هي ويتسائلون لماذا، وآخرون يحلمون باشياء لم تكن أبدا ويقولون لما لا”، واسمحوا لى بأن استئذن حضراتكم جميعا لنطرح على عقولنا ذلك السؤال، ولما لا؟
لما لا نُحيي الأمل ونبعثه لأنفسنا كل فترة لنجدده او نزرعه بداخلنا؟
لما لا نعيد رسم البسمة على وجوهنا مع كل لحظة قد نضعف امامها؟
لما لا نفكر بأن مادمنا أحياء فالأمل باق؟
لذلك صناعة الأمل بالنفوس تحتاج لمجهود وتعليم وإتقان مثل اي صناعة اخري في الحياة، فدعونا نذكر أنفسنا بإكتساب مهارات تلك الصناعة ، دعونا نشعل انوار اللأمل وبالتالي نشعل أنوار الفكر والحب والسلام ، دعونا نعيد نظرتنا من جديد للحياة كلما ضافت علينا واشتدت بنا امورها، دعونا نسير في رحلة الحياة لنصنع الأمل في النفوس من جديد، نرسم البسمة على وجوه كل انسان تمكنت هموم الحياة منه، نتأمل سير هؤلاء الرائعين الذين حولوا لحظات الضعف والانكسار للحظات من القوة والعزيمة، واخيرا لا أعلم مقدرتي في تعلم مهارات تلك الصناعة الهامة “الأمل” ولكني سأكتشف، ودعونا نحاول جميعا، فمادامت المهارات تكتسب فالأمل باق والصناعة ممكنه وتطويرها والنهوض بها أمر واقع يتحقق بالعمل عليه مثل اي صناعة اخرى فعليه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.