تمر تلك الأيام وتحمل معها موجات من التقلبات النفسية علي الكثير ، فكلما تحدثت مع أصدقائي وجدت من بينهم من يخاف من المستقبل فيشوش حاضره ومن يزداد قلقا كلما تعرض لأخبار الأوضاع الاقتصادية التي تمر علي معظم الدول حاليا ، تمكن الإحباط من العديد وحينما يتمكن يقل الحب بين الناس لكثرة ارهاق النفس والفكر وكلما ارهقت النفس تخلخلت منظومة السلام ، سواء السلام النفسي الداخلي او تجاه الناس وبعضهم البعض.
كلما سافرت وقابلت وجوه مختلفة وكلما قابلت العديد والعديد من المختلفين وأصحاب البصمات الإيجابية في مجتمعاتهم وجدت ثلاث صفات مشتركة تجمعهم جميعا ، الأمل والحب والسلام ، فتجد أنهم اشخاص جعلوا من الأمل غاية ومقصد حياتهم وتجدهم يصدرون الحب لكل من حولهم ويحملون السلام لكل الناس … نعم نمر بلحظات عصيبة اخذت من طاقتنا ومكنت الخوف والقلق منا ولكن ما فائدة الإحباط اذا تمكن منا ؟
السؤال الذي يجب ان نطرحه دائما علي عقولنا ، ماذا سنجني من الأحباط ؟
سألت في مرة الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية عن الأمل وماذا افعل حينما يتمكن منيّ الإحباط ، أجاب ” الإحباط اذا تمكن من الإنسان جعل علي عقله غشآء يمنعه من التفكير واذا توقف العقل أصاب الإنسان الخمول فلا يخرج من دوامة الإحباط سريعا ، لكن بالمشاهدات التاريخية وقصص الناجحين وتأمل سيرهم تجد بأنهم جميعا تعرضوا لموجات من الإحباط ولكنهم قاموا فاشعلوا انوار الفكر والمعرفة لجميع البشر، فلا تدع الإحباط يتمكن منك ابدا لكي تفكر دائما “.
دعونيّ انا وانتم نُعيد نظرتنا من جديد للحياة بعيد عن الإحباط ، ان نُحيط انفسنا بمن يوقدون شعلة الأمل بداخلنا ، لمن يُحبونا بصدق ويحملوا السلام لأنفسنا ولأرواحنا ، دعونا نتأمل سير هؤلاء الرائعين الذين تجاوزوا لحظات الضعف والانكسار الي لحظات قوة ونجاح، سنمر بلحظات تحبطنا وتربكنا بالطبع ولكن من سينتصر هو من يجعل من نفسه واق يحارب تلك اللحظات فيمنع استمرارها ، نعم هي قدرات فردية مختلفة لكن دعونا نحاول سويا.
وأخيرا اتوجه بامتنان عميق لاولائك الرائعين من حولنا الذين يصدرون الأمل الينا مهما كانت الظروف ، الذين جعلوا من الحب رسالتهم والسلام غايتهم ، الذين ينيرون دروبنا بطاقتهم الصادقة واتوجه لشخصكم الكريم بالإمتنان أيضا لقراءتك لتلك الكلمات التي أحاول معك فيها ان اجدد روح الأمل والمحبة والسلام بداخلي وبداخلك، ربما هي محاولة ، ومادامت المحاولات قائمة فالأمل باق.
