محمد عزمي يكتب | زلزال النظام العالمي

0

يشهد النظام العالمي و الأممي هزة أرضية (٩.٩ علي مقياس ريختر ) تكاد تعصف به من هول الخسائر المادية والمعنوية والإنسانية سواء علي صعيد الحفاظ علي السلم والامن الدولي أو علي مستوي العلاقات الدولية خاصة في ظل زيادة استخدام الدول دائمة العضوية لحق النقض (الفيتو) ضد اي قرار لا يتماشى مع المصالح الفردية للدول دون أي اعتبار للمصلحة العامة والإنسانية وكل مبادئ حقوق الإنسان واكبر مثال علي هذا الزلزال ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية فيما يخص الازمة الفلسطينية الأخيرة والاعتدائات الإسرائيلية علي غزة والتي أدت الي فشل مجلس الأمن الدولي اكثر من مرة اصدار قرارات إيجابية من اجل وقف اطلاق النار بشكل دائم وانتظام دخول المساعدات الي المنطقة التي تشهد ظروف قاسية بشهادة كل المؤسسات الدولية العاملة في الإغاثة والدعم الدولي لشعب يعاني ويواجه جرائم حرب وعمليات ممنهجة للقضاء عليهم وسط موقف مخزي من المؤسسات الدولية التي من اهم ادوارها حفظ السلم والامن الدولي، وأعتقد أن الوقت قد حان لنشهد تغيير في تشكيل وعضوية مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة وبشكل محدد زيادة عدد العضويات الدائمة مع تخصيص عدد من المقاعد لقارة افريقيا و الدول العربية ومع تعديل ميثاق الأمم المتحدة ليحدد بشكل محدد معايير وضوابط لاستخدام حق النقد وأيضا إضافة حق جديد و هو حق إيقاف النقد والذي يمنع و يقيد استخدام حق النقد اذا كان القرار يتعلق بارواح البشر وبحق الانسان في الحياة، واتوقع في كلماتي هذه و قراءتي للحالة الدولية الان الي تحول الهيمنة و السيطرة و موازين القوي باتجاة عالم متعدد الأقطاب مع انهيار اسطورة القطب الأوحد الذي يدافع عن الديمقراطية و حقوق الشعوب علي مستوي العالم ولن نشهد تدخلات دولية عسكرية في سيادة دول اخري تحت زريعة مكافحة الإرهاب او أسلحة الدمار الشامل او دعم الاستقرار الداخلي.
وأخيرا ان الضمانة الوحيدة الان للاستقرار او تحقيق السلام هي تحالف الجميع من اجل مواجهه الاخطار التي تواجهه جميع سكان الكرة الأرضية وتهدد حياة الشعوب مثل التغيرات المناخية و مكافحة الفقر و التصحر والتي تستوجب وجود مؤسسات اممية قوية قادرة علي تحدي الأوضاع الحالية و تحقيق التوافق المستحيل بين المصالح المختلفة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.