طارق الزملوط يكتب | المخدرات ومستقبل الشباب

0 292

قضية تعاطي المخدرات من القضايا المخيفة والمرعبة التي انتشرت بشكل كبير في المجتمع في الآونة الأخيرة وخاصة بين المراهقين والشباب، نظراً للطبيعة الخاصة لهذا العمر والتي تتميز بالفضول والاستقلالية وإثبات الذات، فبقلة الوعي يمكن لمروجي المخدرات السيطرة على عقولهم وجرهم في طريق التعاطي والادمان، والمخدرات لها آثار خطيرة علي الفرد والأسرة والمجتمع، فهي تؤدي إلى تدمير الصحة النفسية والجسدية لدي الفرد فقد تسبب له بعض الأمراض النفسية كالاكتئاب والقلق وقلة التركيز والهذيان والانفصام في الشخصية والميل دائمًا إلى العنف، كذلك تدمر صحة الفرد الجسدية فتسبب الكثير من الأمراض مثل: تدمير خلايا المخ والفشل الكلوي وتليف الكبد وضيق التنفس والعديد من الأمراض السرطانية وغيرها من الأمراض التي قد تؤدي في النهاية الي موت الانسان، كما لها تأثير كبير على الأسرة فقد تؤدي إلي التفكك الاسري وارتفاع نسبة الطلاق والمشاكل العائلية والمادية والاحساس بالاحراج الدائم وخاصة في الأسر التي يتواجد بها مدمنين، كما أن للمخدرات اثر كبير على المجتمع فهي تعمل علي ارتفاع معدل إرتكاب الجرائم خاصة السرقة والقتل والاغتصاب، وما يجعل من المخدرات قضية خطيرة أيضاً أنه لا يوجد حصر حقيقي وكامل لاعداد المتعاطيين والمدنيين، وبالرغم من جهود الدولة في مكافحة المخدرات، عبر تشريع القوانين واللوائح المجرمة لكل أنواع المخدرات وفرض عقوبات رادعة علي كل من يروج ويتعاطي للمواد المخدرة، كذلك قيامها بحماية البلاد برًا وبحرًا وجوًا ومنع تهريب وتداول المخدرات الي داخل البلاد وهذا يظهر في كمية الضبطيات الكبيرة للمواد المخدرة التي تقوم بها الأجهزة الأمنية بشكل يومي، إلا أن المهربين يستخدمون كافة الوسائل الخادعة للتحايل علي هذه الإجراءات والعمل على نشر هذه السموم لشباب مصر… الأمر الذي يحتاج إلى وقفة قوية و تكاتف الجهود المبذولة من الدولة والمجتمع ، وتقع المسؤولية الكبري علي الأسرة ، حيث إن الأسرة المترابطة تكون أكثر حرصًا على حماية ومتابعة ابنائها والحفاظ عليهم من أي خطر، كذلك يجب زيادة نسبة التوعية لدي الشباب والمراهقين من المؤسسات المختلفة كصندوق مكافحة وعلاج الادمان والتعاطي والمؤسسات الإعلامية والدينية، كذلك يجب تفعيل الكشف الدوري عن المخدرات للسائقين والموظفين وأصحاب المهن النقابية وأصحاب المحلات والمطاعم والمقاهي، والعمل على زيادة مراكز العلاج والتأهيل بحيث تشمل كل اماكن الجمهورية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.