محمد عصام يكتب | الحرب الكيميائية على الإرهاب
في تجربة علمية حديثة تم استخدام عقار الهلوسة (إل. إس. دي – LSD) كجُزء من برنامج العلاج لمرضى الاكتئاب، في تقييمهم لآثار العقار المُهلوس أكد المرضى على مرورهم بتحولات نفسية إيجابية تمثلت في تغير وجهة نظرهم للحياة لتكون أكثر ايجابية و رؤيتهم للمُشكلات من زوايا أكثر إشراقًا. تلك التجربة بجانب العديد من التجارب العلمية الأخرى أكدت على الفوائد الايجابية لبعض العقارات الُمهلوسة مثل (إل. إس. دي – LSD ، وسيلوسيبين Psilocybin) في التحول النفسي للمُشتركين في تلك التجارب، فقد أكد المُشتركين على مرورهم بتجارب روحانية جعلتهم أكثر إلتزامًا بالنواحي الأخلاقية و زودت من مشاعر الحُب لديهم لكُل مظاهر الحياة من بشر و حيوانات و حتى النباتات، و غيرت من ترتيب أولوياتهم لتُصبح القيم غير المادية مثل الحب و الارتباط بعلاقات إنسانية إيجابية أهم من المركز الاجتماعي و جمع المال، و ساعدت في علاجهم من مرض الاكتئاب و كان لها دور رئيسي في علاج إدمانهم على الكحول و المُخدرات.
إن الفوائد الروحانية والنفسية للعقارات المُهلوسة تدفعنا للتساؤل هل يمكن استخدام تلك العقاقير في مُحاربة الإرهاب؟ أي بدلًا من شن حملات عسكرية تُزيد عدد شهدائنا من الجنود ولا تقضي نهائيًا على عدد الإرهابيين (الذي هو في تزايُد مُستمر)، يُمكننا شن حرب كيميائية باستخدام تلك العقاقير المهلوسة على الإرهابيين، وبذلك نضرب عصفورين بحجر واحد، اولًا نقضي على الإرهابيين بأقل تكلُفة عسكرية مُمكنة من جنود و اسلحة قتالية و تكلفة مالية، و ثانيًا نُعيد إدخال هؤلاء الإرهابيين الذين تم علاجهم كأشخاص طبيعيين في نسيج المُجتمع، و يتحولوا من أشخاص مُحطمين للمُجتمع إلى أشخاص فاعلين في بنائه.
أعلم أنك تشعر بالرغبة بالانتقام من هؤلاء الإرهابيين نظير ما سببوه من أذى و ألم للبشرية، و لكن هم في النهاية ضحايا لأمراضهم النفسية و ظروفهم الاقتصادية و الأساليب الخادعة لأمراء الجماعات الإرهابية الذين يغسلون عقول الشباب لينضموا إليهم، بدلًا من تدميرهم، يُمكننا إنقاذهم و تحويلهُم لمواطنين فاعلين في خدمة المُجتمع، و لا يجب أن يقتصر الأمر على الإرهابيين فقط، فيجب استخدام تلك العقاقير لعلاج المُجرمين و تحويلهم لبشر إيجابيين و فاعلين في بناء مجتمعهم، فهُم ضحايا ظروفهم أيضًا، الاختيار بأيدينا، يُمكننا تدميرهم أو يُمكننا إنقاذهم.