محمد مهنى يكتب | تشكيل الوعي ضرورة

0 559

لا يستطيع أحد أن ينكر الدور الفاعل للفنون والمصادر الثقافية والمعرفية في المجتمع، وتأثيرها في بناء العقل وتشكيل الوعي، ولذلك تعد من أهم مصادر القوة الناعمة، إذا ما أحسن استخدامها وتوجيه رسالتها نحو تعميق وعي الانسان وإدراكه.
تعرف صناعة الفن بأنها تقويم وتهذيب فكر ووجدان الجمهور، وهذا لما للكلمة والمشهد الدرامي من تأثير على متلقيه، والفن والإبداع دائماً عنوان تحضّر الدول وعنوانها الثقافي.
خلال الفترة الاخيرة انحرف المسار الفني إلى المنزلق التجاري بعيدًا عن الفكر، والموروث الثقافي، وأصبح يقدم مادة «هشة» هدفها الربح فقط، وأصبح المتحكم الرئيسي هو المعلن، وهذا أدى الى اختفاء الشخصية المصرية الأصيلة في أفلام السينما ومسلسلات الدراما، وفقد المشاهد «وعيه» وخرجت المشاهد عن المألوف في المجتمع المصري ولم تعد هي الصناعة التي كانت تقدم القيمة والقدوة والانتماء.
في ظل التحديات التي تهدد حصون الوعي، أصبح العقل، هدف جهات عديدة، تسعى للتأثير عليه، بهدف خلق قناعات واتجاهات تنتج سلوكًا موجهًا، يخدم أهداف الماكثين في معامل صياغة وبث هذه الرسائل، فالدراما تؤثر على تشكيل الإنسان وتوجهاته النفسية وإقباله على مواجهة المشكلات الاجتماعية أيضًا، أن الدراما لم تخلق للترفيه فحسب بل للاهتمام بقضايا المجتمع والتركيز عليها، وتعزيز المبادئ التي نشأنا وتربينا عليها، كما أنها تعد الدراما أحد أهم أسلحة للدولة، كجزء فعال من القوى الناعمة، بالغة التأثير في قطاعات.
تحدث الرئيس السيسي في العديد من المناسبات عن ضرورة دعم الأعمال الدرامية التي تتناول قضية الوعي، وهذا يرجع للشعبية الكبيرة لشاشة التليفزيون، التي تصل بالرسائل إلى كل المواطنين، لتصل الرسائل لأكبر عدد من القطاعات المستهدفة.
نحن بحاجة إلى أن إعادة صناعة السينما والدراما وتناول القضايا المهمة التي تُنمي الشعور الوطني والمبادئ التي تتعلق بالهوية، وتقديم محتوى قادر على تفعيل الدور التثقيفي والتوعوي، والإسهام في بناء عقليات ناقدة قادرة على التلقي الفعال لرسائل الوعي، فالفن هو أحد أنواع النصح والإرشاد، وله تأثير كبير في الوصول إلى الرأي العام بأقصى سرعة.

* محمد مهنى، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.