محمد هنداوي يكتب | يوليو ١٩٥٢ .. صفحات من النضال الوطني
من قديم الازل والشعب المصري يكافح من أجل نيل حريته وكرامته ويحلم بحكم المصريين للمصريين، مظالم ٦٠٠ عام حطمتها ثورة يوليو ١٩٥٢، ستمائة عام تولى فيها الحكم التركي من عهد السلطان الغازي سليم الأول ثم الاحتلال الفرنسي على يد نابليون ثم التركي مرة أخرى على يد الخديويين ثم الفرنسي والبريطاني من خلال الخديويين مرة أخرى إلى أن جاءت سنة ١٨٨٢ فأغارت بريطانيا على مصر وانفردت بحكمها وتحكمها في اختيار حكام مصر منذ ذلك التاريخ حتى قامت ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢.
دعونا هنا نسرد الحقائق والمفاهيم عن بدايات حركة الجيش المباركة في يوليو ١٩٥٢..
بدأت شرارة الثورة اعتراضاً على سوء الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية للشعب المصري وسيطرة الاسرة العلوية على الحكم في مصر وما تلاها من مظاهر الفساد والإقطاع فظهر رجال ذاقوا مرارة الهزيمة والانكسار في حرب فلسطين، فما كان من هؤلاء الضباط إلا أن اجتمعوا على قلب رجل واحد و أقسموا على حماية هذا الوطن من الخونة فقاموا في يوليو عام ١٩٤٩ بتشكيل اللجنة التأسيسية للضباط الأحرار لتكون الشرارة التي توحد صفوف كل الحركات السرية داخل الجيش بهدف اسمي هو حماية الدولة المصرية.
جرت وتوالت الأحداث التي أدت إلى قيام ثورة يوليو ١٩٥٢ من أهمها قيام المحتل الإنجليزي بمذبحة الإسماعيلية التي جاءت يوم الجمعة الموافق ٢٥ يناير ١٩٥٢ التي استشهد فيها ٥٠ شهيداً من الشرطة المصرية في مدينة الإسماعيلية ( والذي اتخذ بعد ذلك عيداً للشرطة المصرية ) ثم في صباح يوم ٢٦ يناير يحدث الحدث الجلل حريق القاهرة الذي أدى إلى حرق ٧٥٠ مؤسسة و٤٠٠ مبنى وفي اليوم نفسه يقوم الملك بدعوة ضباط الجيش وقياداته بالاحتفال بسبوع ولي العهد في قصر عابدين وأُعلنت الأحكام العرفية ورأى الشعب الشائعات والمخاوف تملأ الجو من حوله، حلقات الخيانة والدسائس تحيط بحياته وخمس وزارات تتتابع على مقاعد حكمه العرفي.
حتى الأسبوع الأول من شهر يوليو ١٩٥٢ كان من المقدر أن يستمر التنظيم عاماً أو أكثر حتى يتجهز للقيام بالثورة ولكن الظروف السياسية كانت مواتية لأن تقوم الثورة حيث وصلت معلومات إلى الضباط الاحرار تؤكد أن عدداً من أسمائهم تسربت إلى الملك في الأسبوع الثاني من يوليو ومن المحتمل أن يتم القبض عليهم.