مزهر جبر الساعدي يكتب | اتفاق اوبك .. تأثير جدي على الانتخابات الامريكية

0

وجهت السعودية ضربة موجعة للرئيس الامريكي وطاقم ادارته، قبل اقل من شهر، لانتخابات التجديد النصفي لمجلسي النواب والشيوخ؛ عندما خفضت انتاج النفط اوبك بلس بمقدار مليوني برميل حتى نهاية العام المقبل، بالتعاون مع روسيا والامارات. ان هذا التخفيض يعني ان اسعار النفط سوف لن تنخفض عن مستواها الحالي ان لم اقل سوف ترتفع. ان هذه المحافظة على الاسعار الحالية للنفط او زيادتها عن اسعاره الحالية؛ يخدم الجهد الاقتصادي والحربي لروسيا، ويلحق ضررا بخطط امريكا بالحاق الهزيمة بروسيا، او استنزافها بإطالة الحرب في اوكرانيا. من المعروف ان العلاقة بين السعودية وامريكا هي علاقة ذات ابعاد استراتيجية وهي ايضا علاقة تاريخية استمرت وهي مستمرة الى الان، على الرغم مما يشوبها من البرودة، في بعض الفترات وخاصة عندما يكون على قمة البيت الابيض الديمقراطيون، بخلاف علاقة السعودية مع امريكا عندما يكون الجمهوريون على قمة الادارة؛ تكون العلاقة دافئة وفيها الكثير من الحيوية. ربما، او قد يتبادر الى الذهن في لحظة قراءة وتقييم هذه الضربة الموجعة للرئيس الامريكي وادارته؛ من انها تتمحور حول استدارة المملكة العربية السعودية لعلاقتها مع امريكا، استدارة جزئية او كاملة، مرحلية او تاريخية؛ اي تؤسس لبداية جديدة لعلاقة السعودية مع امريكا؛ ان هذه القراءة هي قراءة خاطئة تماما، على الاقل في الامد المنظور في ظل اهتزاز ركائز النظام العالمي. في المقابل بناء علاقة تاريخية او البدء ببناء علاقة تاريخية مع روسيا ومع الصين كبديل عن علاقتها مع امريكا؛ هي الاخرى خاطئة، إنما هي موجودة في عقل القيادة السعودية وما ينتج عنها من سياسة من دون ان تكون بديلا عن العلاقة مع امريكا باي شكل من الاشكال. لا ينكر ان السعودية بقيادة اميرها الشاب، محمد بن سلمان؛ غيرت البعض من سياستها مع امريكا وبالذات مع الادارة الحالية. إنما ان هذا التغير حين يتم قراءته وفحصه، مع الاخذ بعوامل توليده التي ترتبط بأهداف هذه العوامل؛ من غير المحتمل؛ ان تكون هذه الاستدارة سواء كانت جزئية او كلية اي تاريخية؛ استدارة تؤسس لمرحلة جديدة، للعلاقة مع امريكا وروسيا والصين على قدم المساواة، اي الوقوف على مسافة واحدة من هذه القوى العظمى، بل هي مناورة اقتصادية وسياسية موجهة في الاساس ضد الرئيس الامريكي الحالي على وجه الخصوص وعلى الديمقراطيين بصورة عامة. ربما الهدف منها هو التأثير في الانتخابات الامريكية التي سوف تجري بعد اقل من شهر؛ للتجديد النصفي لمجلسي النواب والشيوخ. اذا ما فاز الجمهوريون وحصلوا على الاغلبية في التجديد النصفي للمجلسين سابقا الاشارة لهما في هذه السطور المتواضعة؛ سوف تكبل هذه الاغلبية سياسة الرئيس الامريكي في الكثير من ملفات المنطقة العربية وجوارها في تخادم مع الجانب الاسرائيلي لتلاقي الاهداف وان قلت جزافا من غير تناغم واتفاق ضمني. من الجانب الثاني؛ ان امريكا هي ذاتها وبحكم مصالحها لا يمكن ان تدير ظهرها للملكة العربية السعودية، والقيادة السعودية تدرك هذا جيدا. ان المتابع للسياسية السعودية سواء في المنطقة وبالذات في لبنان وبقية دول المنطقة العربية المضطربة اصلا، او التي يخوض ابنائها حربا البعض مع البعض، أو في الجوار العربي، او في العالم، خلال السنوات السابقة؛ يقرأ التالي، أو يستنتج التالي: من غير المحتمل ان تكون السعودية في وارد سياستها؛ العمل على ابتعادها عن امريكا كما ان امريكا هي الاخرى ليست في وارد سياستها؛ ابتعادها ولو بصورة جزئية عن المملكة العربية السعودية. عليه؛ فأن هذه الضربة الموجعة للإدارة الامريكية الحالية؛ هي رسالة اقتصادية سياسية موجهة للرئيس الامريكي بايدن وادارته الديمقراطية؛ للتأثير على انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة. من الجهة الثانية ان السعودية بقيادة امريها الشاب؛ تعمل على استثمار الصراع التنافسي على الهيمنة والمنافع في العالم بين القوى العظمى امريكا وروسيا والصين، مع عدم الاخلال او اضعاف جسر العلاقة مع امريكا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.