مصطفى هلال يكتب | التحالف الشرق أسيوي وانهيار قوى الغرب

0 705

استيقظ العالم يوم الخميس الرابع والعشرين من فبراير على خبر أن القوات الروسية تقدمت بالفعل ودخلت الأراضي الأوكرانية فهذا كان الخبر الأول في جميع الصحف العالمية والمحلية، فكان الأمر مثل العاصفة التي اقتلعت السيادة الغربية والأمريكية من جذورها ومنذ عام 2008 كان امتداد للصراع الروسي الأوكراني حيث أعلنت أوكرانيا أن لديها النية للانضمام لحلف الناتو (حلف شمال الأطلسي) وهذا مغاير تماما لما تعهد به الغرب عام 1990 بأن الناتو لن يتمدد شبرا واحدا إضافيا نحو الشرق.

بالفعل من أهم استراتيجيات الولايات المتحدة الأمريكية بأنها تريد أن تتربع على عرش العالم من جميع الجوانب سياسيا واقتصاديا وعسكريا ، وأن يكون لها دول تابعة مثل دول الغرب وحلفهم – الناتو – ولم تُرد الولايات المتحدة الأمريكية قطبا آخرا غيرها في العالم بالأخص إذا كان هذا القطب الغريم الأساسي لها في العالم ألا وهو الاتحاد السوفيتي سابقا والتي سعت إلى تفكيكه بالأسباب الكثيرة التي لا يسعنا هذا المقال ذكرها ثم تمخض عن الاتحاد السوفيتي دولة توراثت المشكلات التي تصدرها الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث الأمر تاريخيا منذ سنة 1997 وقعت روسيا معاهدة مع أوكرانيا تسمح لها أن تستأجر روسيا ميناء (Sevastopol) وهذا موجود تحديدا في شبه جزيرة القرم حيث إن روسيا لا يوجد لها أي ميناء مفتوح على العالم إلا من خلال هذا الميناء وهذا أمن قومي روسي مع العلم أيضا أن 60% من سكان القرم ذوات العرق الروسي وأقرت روسيا بأنها ستدخل لحماية رعاياها وهذا هو الهدف المعلن لكن الهدف من وراء العمليات العسكرية الروسية هي أن كالتالي عندما هرب الرئيس الأوكراني فيكتور يانكوفيتش وتم تشكيل حكومة جديدة فشعرت روسيا من وجود نية إلى الانضمام لمعكسر الغرب وهذا سيجعل روسيا في موقف حرج سيفصلها تماما عن العالم وهذا ما رفضته روسيا كُليا وجُزئيا على الرغم من أنها لم تترك أوكرانيا في حاجة من الأمر فقد ساندتها عسكريا واقتصاديا حيث إن نسبة 80% من الغاز التي تستخدمه أوكرانيا هو الغاز الروسي ودعم كامل في البنوك العالمية وتسليح على أعلى مستوى مما جعل أوكرانيا في المركز 21 عالميا وهذا مركز ليس بالضعيف مقارنة بالدول الأخرى.

استغلت الولايات المتحدة الأمريكية ومعسكر الغرب وجود نية للرئيس الجديد (فلاديمير زلانيسكي) للتوجه نحوهم هل قاموا بترغيبه أم بترهيبه من روسيا !؟ لا أحد يعلم حيثيات تواجد هذه النوايا لأنها لم تقع تحت بند أي تصريح حتى الآن ، حيث إن روسيا لن تترك أوكرانيا تتجه نحو معكسر الغرب مطلقا فهذا يؤدي إلى التواجد الغربي نحو روسيا مما سيجعلها منغلقة تماما ، وأيضا الدول التي كانت ينادي إعلامها بكافة الأبواق أنها ستنصر أوكرانيا عند أي إعتداء روسي عليها نسوا أن أكثر من 50 % من الغاز المستخدم في آلمانيا هو الغاز الروسي واليونان والمجر أكثر من 60% تعتمدان إعتماداً كُليا على الغاز الروسي وكلما اقتربت الدولة من روسيا زاد الإعتماد على الشرق الأقصى في غازها ووقودها هذا بخلاف القمح الذي يستخدم كمادة أولية للعديد من الصناعات الغذائية على مستوى العالم ، فاليوم يقف المجتمع الأوروبي والأمريكي  مكتوف الأيدي أمام الهجمات الروسية التي تمتلك ترسانة عظيمة من الأسلحة النووية وأنها دولة ذات اقتصاد متبوع لا تابع ، فهل يخضع العالم للمطالب الروسية أم لا؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.