معتز الشناوي يكتب | أنقذوا أتيليه الإسكندرية

1 954

“الدنيا ليل والنجوم طالعة تنورها، نجوم تغير النجوم من حسن منظرها، يا إللي بدعتوا الفنون وفي إيدكم أسرارها، دنيا الفنون دي جميلة وأنتوا أزهارها، والفن لحن القلوب يلعب بأوتارها، والفن دنيا جميلة وانتوا، وانتوا أنوارها”.
بهذا المقطع من أنشودة الفن، تغنى، منذ أيام عدد من الفنانين التشكيلين، والرسامين، وبينهم عددًا من الملحنين والكتاب والأدباء والقصاصين، والنقاد السينمائيين، والعشرات من محبي الفن والتنوير والثقافة، في دعوة مفتوحة لكل محبي الفنون وعشاقها، لإنقاذ اتيليه الاسكندرية.
لم تكن وقفة اعتراضية أو اعتصام أو أي شكل مألوف من أساليب الاعتراض التي يقرها القانون والدستور، ولكن كان اجتماع للتضامن مع كيان الأتيليه، ذلك الصرح الذى يأبى عشاقه أن يفارقهم، فيعلنون تمسكهم به، موجهين النداء على السلم الداخلي لقصر “تيمفاكو| الأثري، المسجل كأثر من آثار مصر الإسلامية بالقرار رقم 538 لسنة 1996. رددوا كلمات أنشودة الفن، التقطوا صورة تذكارية، تحمل وجوههم المترقبة لما سيحدث في الغد.
حملت الصورة في المقدمة الفنانين والأدباء والمهمومين بالحالة الثقافية اللواء دكتور محمد نور الدين، بطل ملحمة الكبريت، والحاصل على نوط الشجاعة من الدرجة الأولى، عن دوره البطولس بحرب أكتوبر المجيدة، وبجواره اللواء عمر عز الدين بطل معركة إيلات الشهيرة، والعديد من أساتذة الجامعات لمختلف التخصصات من كلية الحقوق والطب مرورًا بالهندسة والفنون الجميلة والآثار والآداب وغيرها.
جميعهم جاءوا مؤكدين إصرارهم، على التصدي لمحاولة إنهاء عهد الأتيليه، ذلك الصرح الذي استمر داخل وجدان الوطن لأكثر من قرن مضي، وبهم وبكل عقلاء الوطن سيستمر لابد الدهر.
اجتمعوا جميعا وتباحثوا كثيرُا في بهو قصر تيمفاكو الأثري حول كيفية الحفاظ على الأتيليه. ذلك البهو ذي الأربعة أبواب في الجهتين الشمالية والغربية، وكلها تؤدى لقاعات قد شيدت على شكل حرف” L ” وهى أربعة قاعات مختلفة المقاسات وفتح بالجدار الغربي من كل قاعة أربع نوافذ بارتفاع الجدار كسيت بالخشب على شكل عقد نصف دائرية عليه زخارف نباتية بارزة (أويما) باللونين الذهبي والأخضر وقد استخدم أحد الشبابيك بقاعة رقم” 1 ” بابًا يؤدى إلى سلم يربط بين المبنى الرئيسي وملحقاته وغطيت جدران البهو، بتجليد خشبي، وجميعها بها نقوش خشبية شديدة الرقى، قلما نرى مثلها، تضفي على المكان مهابة خاصة، مؤكدة أنك هنا في حضرة الفن والفنانين.
أجمع الحضور على استمرار نشاط جماعة الفنانين والكتاب باتيليه الإسكندرية، مهما كانت الظروف، وفتح باب التبرع لصالح الجمعية على حسابها البنكي، لعلهم ينقذون ما يمكن انقاذه، ووجهوا الشكر لكل من حاول أن يُقدم حلًا لتلك الأزمة وفى مقدمتهم محافظ الاسكندرية ووزيرة الثقافة.
انتهى يوم التضامن، ولازالت غصة رحيل الأتيليه باقية في صدور كل محبيه، من الأحياء، ولازال البعض يجاهد من أجل استمراره وبقاءه، لكن الأيام القادمة هي وحدها من ستخبرنا بما سيحدث، فقد ينقذ أحد عقلاء الوطن ذلك الصرح، من مصيره المجهول، ونأمل ألا يكون هذا هو النداء الأخير.

تعليق 1
  1. أحمد إسماعيل أحمد يقول

    مال كل جميل يمحي بل وينمحي بفعل ما مالي لا اري النور الذي يشعة الفنانين علي الناس وهم عنة لاهون مالي ارانا نخسر كل معاركنا التنويرية من أجل المال والاستحواز علي المقررات الجميله لا اري النخوة من الاغلبية سواء من العامة ام الخاصة ام من الساسة كلهم صم لا يعبئون من نناشد في إنقاذ معبدنا الذي نؤدي فية طقوسنا الراقية الفنية والنورانية وهل بعد هدم المعابدة دين

إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.